تعليق صحفي

السلطة لم تتعظ من دول الجوار وتنتظر غضبة الأمة حتى تفيق!

 معا- كشفت صحيفة "هآرتس" إقدام السلطة الفلسطينية على تقديم اقتراح للرباعية الدولية،...وقد تضمنت إحدى هذه الوثائق رسم حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود عام 67 مع تبادل أراض تصل مساحتها الى 1,9% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة، والوثيقة الثانية تتعلق بالترتيبات الأمنية مع "اسرائيل" والتي شملت موافقة الجانب الفلسطيني على نشر قوات دولية على الحدود مع "اسرائيل" وكذلك غور الاردن، بالإضافة الى موافقة الجانب الفلسطيني على أن تكون الدولة الفلسطينية القادمة منزوعة السلاح .

دويلة هزيلة منزوعة السلاح...قوات احتلال دولية...بعض البعض من فلسطين مما لا تصل مساحته 22%.... تلكم هي ملامح "المشروع الوطني الفلسطيني" وفق آخر اصدارات السلطة ومنظمة "التحرير!".

إنّ السلطة الفلسطينية –التي اغتصبت تمثيل أهل فلسطين- بتقديمها للمقترحات أعلاه تؤكد أنّها سادرة في غيّ التفريط بفلسطين والسير في ركاب المخططات الاستعمارية وعلى رأسها مشروع أمريكا في المنطقة (حل الدولتين)، وأنها ماضية في إضفاء الشرعية على كيان يهود وحفظ أمنه وحدوده حتى آخر رمق فيها، وأنها لم تتعظ مما يحدث في البلدان العربية المجاورة منها والبعيدة، والتي ترسل رسالة لكل منبطح أمام الكافرين المستعمرين ولكل موالٍ لهم محارب للأمة وتطلعاتها، أن أجله آت ونهايته على أيدي المسلمين قريبة لا شك فيها.

فالسلطة بمقترحاتها الخطية هذه تؤكد على اعتبار الرباعية مرجعية أصيلة لقضية فلسطين في الوقت الذي تستبعد فيه الأمة الإسلامية صاحبة الحق فيها والتي باتت تتطلع بحرقة لتحرير فلسطين، وتؤكد تفريطها بجلّ فلسطين التي امتزج ترابها بدماء الصحابة الأطهار، وترضى أن تكون مجرد حارس لأمن يهود، قامع لأهل فلسطين برضاها بدولة منزوعة السلاح تقمع فيها الناس فحسب دون أن تنكأ عدواً أو تخيفه، وثالثة الأثافي استجلابها لاحتلال صليبي جديد للأرض المباركة تحت مسمى القوات الدولية!.

إنّ مبررات الظروف الدولية وموازين القوى لم يعد لها حساب لدى الأمة، وإن السلطة كما الحكام النواطير في البلدان العربية لا يستخدمون تلك الذرائع سوى للتغطية على جرائمهم بحق الأمة ومقدساتها وسيرهم في ركاب التبعية المقيتة التي تجعل منهم أشداء على أمتهم، رحماء على الكافرين المستعمرين. فالأمة اليوم غدت تستعيد ثقتها بنفسها شيئا فشيئاً وما عادت بوارج أمريكا ولا أساطيل أوروبا ولا دبابات الحكام ولا طائراتهم تدب فيها الرعب، بل تزيدها إصراراً وعزيمة.

هذه الأمة الحية هي من سيحرر فلسطين فتقضي على كيان يهود وتخلصها من طغمة السلطة في أجل قريب بإذن الله، بعد أن تستلم زمام أمرها وتقيم الخلافة، وحينئذ لن تنفع السلطة وقادتها وكل من سولت له نفسه بالتآمر على الأرض المباركة وأهلها الأخيار معذرتهم ولهم المحاسبة القاسية واللعبة من الأمة، ولهم في الآخرة سوء الدار.

فالسعيد من اعتبر بغيره والشقي من اتعظ بنفسه.

1/12/2011