تعليق صحفي

"توجيه" أم تضليل سياسي؟!!

عندما تقوم ما تسمى بـ"هيئة التوجيه السياسي والوطني" بحملة على المدارس في محافظة الخليل لتعزيز المفاهيم الوطنية كما نشر على وكالة معا، يتساءل المرء عن حقيقة هذه المفاهيم "الوطنية" وعن مضمونها؟

فإذا بها تمجيد لمنظمة "التحرير!" التي لم يعد لها من اسمها نصيب، وتحسين لصورة الأجهزة الأمنية المهترئة والتي أثبتت بكل "جدارة" أنها لا تبرع سوى بحماية أمن الاحتلال والمستوطنين، وأن الوحدة الوطنية القائمة على الرضا بتمزيق فلسطين وتقاسمهما مع المحتل هي الطريق الوحيد لخلاص فلسطين، وأن الثوابت الفلسطينية التي لم يبق منها سوى اسمها لا تراجع عنها، وأن فلسطين "طابو" للفلسطينيين، ولم تنس هيئة "التوجيه!" السياسي زرع رمزية علم فلسطين (الذي يرمز للتمزق والانسلاخ عن جسم الأمة الواحدة)، وإضفاء القداسة على أفعال قيادات السلطة مثل أبي مازن الذي يعتبر أن مساعدة كيان يهود في إطفاء حريق الكرمل نخوة، والذي وصفت هيئة التوجيه هذه توجهه إلى الأمم المتحدة بالجرأة والشموخ، إنها فعلا لجرأة أن تفرط بفلسطين وتعرضها في سوق النخاسة للبيع من جديد!!.

وبكل تأكيد فإن هيئة "التوجيه!" السياسي لم تتحدث عن أن كيان يهود كيان غير شرعي ويجب استئصاله ويحرم الاعتراف به، وأنه يجب استرجاع حيفا ويافا وعكا وباقي فلسطين، لم تفعل هيئة "التوجيه!" ذلك لسبب بسيط وهو أن مثل هذه المفاهيم ليست مفاهيم وطنية وليست من الثوابت!!.

فهل يقبل أهل فلسطين وأولياء الأمور خاصة أن تسخر السلطة المدارس لبث سمومها وتضليلها للنشء اليافع من أبنائنا؟ أم يرفع هؤلاء صوتهم بالإنكار؟

21-10-2011