تعليق صحفي

أجهزة أمنية مرتزقة تحمي اليهود والمفسدين وتقمع حملة الدعوة والمجاهدين

كشفت فظائع الأجهزة الأمنية وتعاملها البشع مع الأسرى المحررين ومع عائلاتهم بطلان إدعاءات القيادات السلطوية حول سعادتها بالإفراج عن الأسرى، وبطلان دعواها رعاية قضية الأسرى، إذ نقلت وكالة معا عن حركة حماس بأن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية استدعت عددا من الأسرى المحررين وأقربائهم في محافظة طولكرم بالضفة الغربية إلى مقرّاتها، وأنها اقتحمت مساء أمس عددًا من بيوت التهنئة التي أقيمت للمحررين، وطالبت بإنزال رايات التوحيد، وأنها هددت أفراد من عائلات هؤلاء المحررين بالاعتقال في حال لم يوقفوا تلك الاحتفالات.

وفي سياق متصل، يكشف أن الأجهزة الأمنية تقمع دعاة الفضيلة وتحمي أمن من يمارس الرذيلة ومن يدعو لها: أوردت وكالة صفا خبر تصدي الشرطة والأجهزة الأمنية للمحتجين على إقامة مباراة كرة قدم نسائية في يطا جنوب الخليل، وأن أفراد الأجهزة انهالوا على المحتجين بالعصي والهراوات، ومن ثم باشروا بحملة اعتقالات شرسة في منطقة يطا (الكرمل)، إذ داهم عشرات من الأفراد المقنعين والقوات الخاصة عددا كبيرا من بيوت شباب حزب التحرير ممن شاركوا في الاحتجاجات، بأسلوب همجي عنيف.

ونقل شهود عيان أن مرتزقة الأجهزة الأمنية الفلسطينية اتخذت من جيش الاحتلال اليهودي قدوة في التنكيل، فعمدت إلى اعتقال اقارب المطلوبين لديها من المحتجين في يطا عندما لم يجدوهم في بيوتهم، إذ نُقل أن اؤلئك المرتزقة اعتقلوا العم وابن العم والاب والاخ وأي شخص يجدونه في وجوههم في تلك الحالات. وأنهم اعتدوا أيضا على حرائر من أهل فلسطين.

إن هذه الأجهزة المرتزقة تثبت يوما بعد يوم أن عقيدتها الأمنية تتصادم في كل اتجاه مع عقيدة الأمة، وأن ممارستها الوحشية تتحدى ثقافة الأمة، وتناقض شعارات التحرير التي ادعتها منظمة التحرير التي أنجبت هذه الأجهزة العاقة لأمتها، والرافضة لحضارتها.

ومن سخافة المواقف أن هذه الأجهزة تسخّر كل طاقاتها لرعاية أي عمل جماهيري تطلبه السلطة عندما تُخرج الناس من مؤسساتهم وتُخرج الطلبة من مدارسهم للاحتشاد في مواقف تأييد زائفة لرئيس السلطة في لهثه خلف سراب موهوم في الأمم المتحدة، وهي إذ تشارك في حفلات فرقة العاشقين تغني لمنظمة التحرير، تمنع ذوي الأسرى من الاحتفال بتحريرهم في منطق سخيف يتحدى مشاعر الناس، وكأن لسان حال هذه الأجهزة المتغولة يقول: لا صوت يعلو فوق صوت المفاوضين والمتخاذلين.

إن أجهزة أمنية تحمي المستوطنين أعداء الأمة ولا تحرك ساكنا مهما فجر المستوطنون وكأن اعتداءاتهم لا تعني هذه الأجهزة لا يمكن أن تدعي أنها لحماية أمن الناس. وإن أجهزة تطلب من الناس أن تنزل راية التوحيد وسبق لها أن داست بعض تلك الرايات التي حملها متظاهرون في ذكرى هدم الخلافة لا يمكن أن تنتمي مشاعرها لمشاعر الأمة.

إن غدا لناظره لقريب: فهل تتوقع السلطة أن يستمر صمت الناس الرافضين لسياستها وقمعها وخصوصا وهي ترى رؤوس الزعماء تسقط في الشوارع تحت أقدام الثائرين ؟

 

 22-10-2011