تعليق صحفي
قصفٌ وقتلٌ ومداهمةٌ واعتقالٌ وهدمٌ للبيوت ووعيدٌ وغطرسةٌ من يهود دون حساب ولا عقاب
ها هم يهود يواصلون غطرستهم على أهل فلسطين الغزل، فمن قصف لغزة وقتل للعشرات، إلى مداهمة للبيوت وهدم بعضها، واعتقال للعشرات في الخليل وبيت لحم، إلى اعتداء وطعن لعامل فلسطيني ودهس لطفلة في مدينة الخليل، وجرح مواطن فلسطيني بالرصاص الحي وتركه لينزف لساعات طويلة ومن ثم اعتقاله، وحتى أشجار الزيتون لم تسلم من يهود في جنوبي نابلس. وفوق ذلك كله يخرج وزير جيش دولة يهود "ايهود باراك" ليهدد بقطع رأس كل من يعمل ضد دولة يهود وفصل رأسه عن جسده. ويطل نائب رئيس وزراء دولة يهود "سيلفان شالوم" بتوعده بالقيام بعملية عسكرية برية ردا على استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
إنّ ما تقوم به دولة يهود وقطعان مستوطنيها وجيشها ما كان ليحدث لولا أنّهم أمنوا العقوبة.
أمنوا عقوبة الدول العربية وجيوشها الجرارة الرابضة في ثكناتها، والتي لا يحركها الحكام إلا لحماية عروشهم وسفك دماء الشعوب حينما يخرجون ليطالبوا بحياة كريمة. فلو كانت دولة يهود تضع في حساباتها احتمال أن تتحرك الجيوش أو إحداها لنصرة أهل فلسطين المستضعفين لما تجرؤوا على عشر معشار ما تجرؤوا عليه، ولما تجرع أهل فلسطين المر والهوان عشرات المرات يوميا على يد أذل خلق الله، يهود.
أمنوا عقوبة قوات السلطة وعناصر أجهزتها الأمنية، سبعون ألفا أو يزيد من العناصر العسكرية في الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، الذين بات الواحد منهم لا يخطر بباله ولو للحظة أنه يجب عليه أن يحمي أبناء شعبه من هجمة يهود وغطرستهم، ولا حتى من هجمة قطعان مستوطنيهم وآحادهم، سبعون ألفا من القوات التي تملك السلاح ولكنها لا تعرف أن توجهه سوى نحو نحور أبناء فلسطين والمخلصين منهم، ولحماية يهود ومستوطنيهم. فلو كان يهود يظنون أنّ هذا السلاح قد يخرج للحظة عن سيطرتهم ليدافع عن أبناء فلسطين ونسائها وأطفالها وهم يرونهم يقتلون ويعتقلون وتهدم بيوتهم، لما جابوا المناطق شرقا وغربا دون خوف أو وجل، ولما تحركت قطعان مستوطنيهم وكأنها محمية ومصانة تعيث في الأرض الفساد.
أمنوا عقوبة المقاومين، بعد أن جردتهم السلطة من كل عناصر المقاومة، وملأت بهم سجونها ولاحقت من عجزت يد يهود أن تطالهم لتحول بينهم وبين أن يؤذوا يهود بشوكة. ثم تخرج السلطة لتذرف دموع التماسيح على ما يصيب أهل فلسطين وكأنها لا يد لها فيما أصابهم من ذل وهوان.!!!
نعم، قوم يهود لا يعرفون إلا منطق القوة، فلا أعراف دولية ولا أخلاق ولا إنسانية ولا عهود ولا مواثيق تردعهم، فما يردعهم هو فقط الخوف والرد المناسب. وهذا ما يجب أن تقوم به جيوش المسلمين، أن تتحرك لتحرير فلسطين ونصرة أهلها المستضعفين، وبغير ذلك سيبقى يهود يقتلون ويذبحون ويهددون ويتغطرسون على أهل فلسطين العزل دون حساب ولا عقاب.
22-8-2011