تعليق صحفي

حراكُ الأمة بدأ يعيد لها هيبتها ويرعب الغرب و كيان يهود

تحدثت تقارير عدة عن مدى القلق والخوف الذي أصاب كيان يهود من جراء المواقف الشعبية التي اتخذتها الأمة واضطرت معها الحكومة المصرية التي جاءت عقب الثورة إلى استدعاء سفيرها من كيان يهود.

فبحسب هذه التقارير فإنّ أكثر ما يرعب قادة يهود أن تصبح مطالب المحتجين سياسات للأنظمة ومواقف لها، لأنهم يعرفون بالضبط مطالب المسلمين ومواقفهم من هذا الكيان اليهودي المجرم المحتل.

إنّ الرد الضعيف الذي اتخذته مثلا الحكومة المصرية وهي تضع قدما وتؤخر أخرى وتستدعي "ولا تسحب" سفيرها من كيان يهود، إنّما يأتي استجابة لمطالب الأمة أملا من الحكومة المصرية أن تتمكن من احتواء غضبة الأمة التي تجمع أبناؤها غاضبين أمام سفارة العدو على أرض مصر الكنانة وهم يطالبون بالقصاص وقطع العلاقات كلها وإلغاء معاهدة كامب ديفيد.   

فالغرب لا يخشى من الحكام الحاليين ولا ممن ركبوا الثورات، بل هو يخشى الأمة وغضبتها، ويخشى من انسياق الحكام الجدد وركاب الثورات مع بعض مطالب الأمة الحقيقية، ويخاف أن تفشل بقايا الأنظمة في احتواء مطالب أبناء الأمة التي خرجت في ميادين التحرير وهي تنادي ضد طواغيت الحكم الجبري وتطالب بالانعتاق منهم ومن ربقة سماسرة الغرب في مصر وسوريا وتونس وليبيا واليمن.

لقد بان رعب يهود والغرب من تحركات الأمة ومن اضطرار الأنظمة للاستجابة لبعض مطالب الأمة، فكيف لو كانت الاستجابة حقيقية، بتحريك الجيوش وإعلان الجهاد؟!.   

فالأمة اليوم بدأت في استعادة سلطانها شيئا فشيئا، وإنّ غضبتها حقيقية، ومطالبها واعية وكبيرة، ولم تعد تنخدع بخطبة رنانة فارغة من مضمونها كما كان الحال فيما سبق، فهي لم تعد ترضى سوى بالأفعال ولا تخمدها التصريحات والاستنكارات الهوائية.

وأما الغرب المفزوع من الانتفاضات المباركة فهو يخشى أن تكمل الأمة مشوارها في انتزاع السلطان، وهو ما يعني أن تجعل من عقيدتها مجسدة على أرض الواقع بإقامة نظام الخلافة.

إنّ مطالب عينة بسيطة من المحتجين مثلا أمام سفارة كيان يهود إنما تدل على عمق الرأي العام الإسلامي عند هؤلاء المنتفضين والمحتجين، وأنّهم لا يعرفون معنى لسحب سفير أو آسف مجرمي يهود، بل يعرفون أمرا واحداً وهو القصاص من أعداء الإسلام المحتلين لبلاد المسلمين وتحرير مسرى نبيهم الكريم.

22-8-2011