تعليق صحفي
لن يفلح أوباما وكاميرون في إجهاض الثورات والعاقبة للمتقين بإذن الله
 
أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء 25-5-2011 في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا ستروّجان لـ "برنامج دعم" سياسي واقتصادي لـ "الربيع العربي" أثناء قمة مجموعة الثماني في فرنسا.
 
لا زالت القوى الاستعمارية تسعى لخداع هذه الثورات وحرفها عن غايتها عبر "شرائها" ببرامج دعم اقتصادية وهمية، وتسعى لركوب موجتها التغييرية عبر دعم سياسي كاذب.
 
إنّ الحقيقة الراسخة أنّ الشعوب في البلدان العربية قد ثارت على الحكام الأتباع للقوى الاستعمارية، فثورتها هي ثورة على القوى الاستعمارية ذاتها، أمريكية كانت أم أوروبية، كما أنه من الثابت أنّ الحكام الذي أذاقوا الأمة الويلات هم أدوات لتلك القوى وخدم لها حتى آخر رمق فيهم، وأنّ سياساتهم الاقتصادية كانت بتوجيه من صندوق النقد والبنك الدوليين الذين تهيمن عليهما أمريكا، وأنّ سياستهم القمعية كانت بتوجيه ورعاية أمريكية بريطانية، بل إنّ الحكام يسعون لاستجلاب التدخل الأجنبي في حالة فشلهم في قمع الثورات كما يسعى له صالح في اليمن، فمبارك وابن علي والقذافي وصالح والأسد ليسوا سوى نواطير لأمريكا وبريطانيا ومجرد واجهة للنفوذ الغربي، لذا فإبداء التأييد الأمريكي والأوروبي لهذه الثورات العفوية ضد الظلم والجبروت والطغيان هو تضليل وضحك على الذقون ومحاولة للالتفاف عليها.
 
ويكشف خبث هذه القوى في مقارنة تدخلها الاستعماري وتنافسها المصلحي على كل من ليبيا واليمن بينما تتحد جبهتها وتسكت عن نظام الأسد وجرائمه، وإن تشدقت بكاذب التصريحات أو بتافه العقوبات، لما يمثله سقوط هذا النظام من زعزعة للنفوذ الغربي في المنطقة بأسرها ومن تهديد حقيقي لكيان يهود.
 
إنّ سياسة أمريكا وبريطانيا واضحة لكل المسلمين، فهي سياسة العداء والمكر، وقد رأى المسلمون "ديمقراطية" أمريكا التي تروج لها في العراق وأفغانستان وفي دعمها لكيان يهود الغاصب، وأن برنامج دعم "الربيع العربي" لن يفلح بإذن الله في تضليل المسلمين الذين يدركون حقيقة أمريكا وحقيقة تدخلها في شؤونهم بل وتصرفها وتعاملها معهم تعامل السيد مع عبده.
 
إنّ مما لا شك فيه أنّ القوى الغربية التي استعمرت بلاد المسلمين قرابة تسعة عقود، وتعيش على خيراتهم من نفط وغاز ومعادن، وتتحكم بمضائقهم التي تتحكم بتجارة العالم، لن تترك هذه الشعوب تتحرر من قبضتها في يوم وليلة، وأنها ستبقى تمكر وتدبر المكائد للمسلمين وتسعى لخداعهم لتحافظ على هذا "الكنز الثمين"، ولتحول دون عودة المسلمين لمكانتهم المرموقة في ظل دولة الخلافة التي ستنهي استعمارها للعالم بأسره .
 
لكن ما لا تفقهه أمريكا وبريطانيا أنّ الأمة متى تحركت لن يحول بينها وبين عودتها لسابق مجدها ولمكانتها المرموقة حائل، ولن يزيغها مضلل، وستصل الأمة لغايتها بإحداث التغيير الحقيقي بإقامة الخلافة ولو بعد حين، وساعتئذ ستسقط أوراق التوت عن سوءة القوى الغربية إن تبقى شيء ليسترها.
 
 26-5-2011م