تعليق صحفي
في سعيه للتمسك بالسلطة، صالح مستعد لسحق أهل اليمن!!
شهد اليومان السابقان عمليات قصف وقتل مارستها قوات تابعة للرئيس اليمني المنبوذ من شعبه، علي عبد الله صالح. ويبدو أن صالح، الذي يعيش مراحله الأخيرة والذي لا زال يتمسك بالسلطة ولو على حساب أرواح الشعب اليمني، يسعى لعسكرة الصراع بينه وبين أهل اليمن ليستجلب تدخلاً أجنبياً مباشراً ومصيبة جديدة تضاف لمصيبة وجوده في سدة الحكم، وذلك لزيادة الضغط على أبناء اليمن الثائرين على نظامه، بعد فشله في إقناعهم بنقل السلطة "بصورة سلسلة" وفق رؤيته التي يحرص فيها على استمرار اليمن في التبعية للمستعمرين.
فبالرغم من اصرار أهل اليمن على سلمية المظاهرات وسعيهم لإسقاط النظام بطرق سلمية، إلا أن صالح وبتوجيه غربي يسعى لعسكرة هذه الثورة أو التهديد بالحرب الأهلية، وإن زعم كاذباً رفضه لها، للحيلولة دون أن تقطف الثورة ثمارها المرجوة بإسقاط نظامه بالكلية.
هكذا هم الحكام، أو بتعبير أدق أجراء الكافر المستعمر، يدمرون مقدرات البلاد ويسفكون الدماء، ويختلقون الصراعات والفتن في سبيل تمسكهم بكرسي الحكم وخدمة الكافر المستعمر.
إن إصرار الحكام على عسكرة هذه الثورات، لا سيما في ليبيا واليمن، يؤكد مدى استهتار الحكام بأرواح شعوبهم، وأنهم في سبيل كرسي الحكم الذليل على استعداد لإبادة الآلاف وتدمير البلاد. كما تؤكد هذه التصرفات أن موضوع العمل العسكري لعبة بيد الحكام، يسعون لإثارته لتبرير بطشهم وقمعهم للمتظاهرين السلميين، ولعل ما حدث ويحدث في الشام الأبية من قصف للمدنيين العزل وقتل ومقابر جماعية وتبرير ذلك بالزعم الكاذب بوجود جماعات مسلحة مثال آخر على إجرام هؤلاء الحكام وكيدهم بالمسلمين.
ألم يصم هؤلاء الحكام وأسيادهم آذاننا بدعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان من قبل؟! فلماذا عندما يطالب الشعب بإسقاط أنظمتهم يصبح الشعب "إرهابياً" متطرفاً؟! أليس الحاكم بالمفهوم الغربي -الذي يسير عليه الحكام- أجيراً عند الشعب فهل يفرض الأجير نفسه على مستأجره بل ويقتله إن هو رفضه وطالب برحيله؟!
إن الحكام في البلاد العربية هم نواطير للاستعمار واستمرارهم يعد استمراراً للتبعية، وهو ما يفسر تذرع الحكام دوماً بأن سقوط انظمتهم يخل بأمن "إسرائيل" والغرب أو يهيئ الفرصة أمام "المتطرفين" ويوفر لهم ملاذا آمناً كما صرح بذلك صالح اليوم، وهو ما يفسر كذلك أن مباحثات نقل السلطة في اليمن تجري في غرف السفارة الأمريكية؟!
لقد انكشف أمر الحكام كالشمس في رابعة النهار، والأمة اليوم تعيش مرحلة ما بعد الحكام، وهي تتطلع إلى التغيير الجذري الذي يتعدى تغيير شخص الحاكم، ولعل ما تشهده مصر من التهيؤ لثورة جديدة تطالب بالتغيير الحقيقي وتطبيق الشريعة خير شاهد على ذلك، وإن اليوم الذي ستحقق فيه الأمة ذلك بات قريباً بإذن الله.
25-5-2011م