تعليق صحفي
تطلع وتحرك الشعوب نحو تحرير فلسطين يكشف الحكام ويدعو الجيوش للتحرك
تتحرك الجماهير هذه الأيام في الذكرى الثالثة والستين للنكبة على الحدود المتاخمة لفلسطين المحتلة، في مسعى شبابي لتحرير فلسطين كل فلسطين، كما أعلنوا ذلك عبر مواقعهم الإليكترونية، وإنه وبالرغم من أن هذه التحركات تفتقر لمرافقة الجيوش التي تجعل التحرير أمراً واقعاً وتستأصل كيان يهود وتقضي عليه مرة واحدة وإلى الأبد، إلا أن هذه التحركات بشير خير تحمل في طياتها معاني كبيرة جديرة بالوقوف عليها.
فهذه التحركات تدل على:
-        أن الحياة التي بدأت تدب في الأمة باتت تنتقل لكل قضاياها، وهي تبشر ببدء استرداد الأمة لسلطانها المغصوب.
-        وتدل هذه التحركات على الفجوة الهائلة بين الأمة وحكامها، وأن ما حصل في مصر وتونس ويحصل الآن في سوريا وليبيا واليمن سيشمل جميع البلدان، فالأمة اليوم ترى في حكامها عبئاً يحول بينها وبين تحقيق أهدافها وليس أقلها تحرير فلسطين.
-        وتدل هذه التحركات على فشل ما يسمى العملية السلمية، وأن اللاهثين خلف المشاريع الأمريكية والأوروبية مهما بذلوا من جهود تضليلية طوال عقود، ومهما روجوا لمشروع الدولة الفلسطينية، لم يفلحوا في إقناع المسلمين بشرعية الكيان اليهودي الغاصب ولو على شبر من أرض فلسطين مهما كان، فها هي الجماهير تطالب بتحرير كل فلسطين.
-        كما أن مساعي الكافرين المستعمرين وأذنابهم واختطافهم لقضية فلسطين وحصرها بمنظمة فرّطت بجلها عبر الاعتراف بشرعية الكيان اليهودي على المحتل عام 1948م، لم تفلح في تقزيم قضية فلسطين وحصرها بأهل فلسطين وبمن يزعم تمثيلهم كذباً وزوراً، ففلسطين ستبقى في أفئدة المسلمين في شتى بقاعهم فهي قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم ولن تفلح محاولات تزييف التاريخ أو التلاعب بالمستقبل من تضليل من يقرأ سورة الإسراء.
وأمام هذه التحركات الغيورة، وأمام هذه الجموع التي تتطلع إلى تحرير فلسطين فإن الواجب على جيوش المسلمين لا سيما جيوش دول الجوار ان تتخطى الحكام والأنظمة كما تخطتها الجماهير وأسقطتها من الاعتبار، وأن تتحرك هذه الجيوش لتحرير فلسطين بعد أن تضم في صفوفها شباب الأمة الغاضب على الأنظمة المفرطة، فبجيوش المسلمين ستحرر فلسطين وبجند المسلمين وبأيديهم المتوضئة سيقتلع الكيان اليهودي الغاصب، فكونوا أيها الجند من يضع حداً لاحتلال فلسطين لتتشرفوا بمنزلة المحررين أمثال القائد المظفر صلاح الدين، واكتبوا نهاية هذا الكيان بتحرككم العاجل غير الآجل، فالنصر حليفكم إن أنتم تحركتم بإذن الله وإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.
قال عليه السلام (لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله)
ويقول تعالى: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً.
14-5-2011م