تعليق صحفي
نتنياهو العدو يفهم طبيعة الصراع بينما يجدف الحكام وبعض فصائل المقاومة بعكس تيار الأمة!
في ذكرى نكبة فلسطين، حاصرت الانتفاضة الشعبية كيان يهود الهش من كل الجهات، وقد انطلقت اليوم في فلسطين وفي دول الطوق التي ظلت تحرس كيان يهود طيلة العقود الماضية. وفي تغطيتها للحدث قالت صحيفة العرب أون لاين: "انعكست ثورات العالم العربي بشكل واضح على طريقة احياء ذكرى النكبة الفلسطينية هذا العام، وأعطتها زخما جعلها أقرب الى انتفاضة شعبية عربية تهز الاراضي المحتلة من الداخل وتحاصرها من عدة جهات بالخارج" ... حيث دخل آلاف المتظاهرين قدموا من سوريا الى الجزء المحتل من هضبة الجولان ... الذين اجتازوا السياج وحقل الالغام إلى قرية مجدل شمس، ففتح جيش يهود عليهم النار وقتل ما لا يقل عن أربعة شهداء وعشرة جرحى.
 
وعلى الجانب اللبناني استشهد شخصان في بلدة مارون الراس في جنوب لبنان ... وعلى الجانب المصري خرجت مظاهرة حاشدة الاحد من مدينة العريش، واندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال اليهودي في العديدمن مدن فلسطين دون التمييز ما بين الأرض المحتلة عام 67 وتلك المحتلة عام 48، ولا زال عدد الشهداء في فلسطين وفي محيطها في تزايد.
 
إن هذا العنفوان في الأمة يثبت أنها قد تجاوزت الحكام المنبطحين، وتحدت من يدّعون أنهم يمثلون قضية فلسطين، من الذين يسيرون ضد تيار الأمة، من مثل رئيس السلطة الفلسطينية الذي تعهّد في 20/4/2011 قائلا (ما دمت رئيساً للسلطة الفلسطينية لن اسمح أبداً باندلاع انتفاضة جديدة مهما كان شكلها).
 
لقد أرعبت هتافات وشعارات المنتفضين كيان يهود، وقد صرّح رئيس الوزراء في الكيان الهش –كما نقلت وكالة معا- قائلا "أن تلك المظاهرات تثبت ووفقا لتصريحات منظميها بان الصراع على اسرائيل ذاتها التي يطلقون عليها اسم "مأساه يجب انهائها " وليس على حدود67 كما يعلنون" .لقد فهم هذا العدو طبيعة الصراع، بينما لا زال هنالك نفر ممن يرفعون شعارات التحرير والمقاومة يتحدثون عن الدبلوماسية والحراك السياسي لتقاسم أرض فلسطين مع نتياهو وعصاباته.
 
لقد أثبتت الأمة اليوم أنها ترفض نهج التفاوض والتفريط بأي شبر من فلسطين، وهي بذلك تصفع وجوه المفاوضين والحكام الذين تقدموا بمبادرة الاعتراف بكيان يهود في مقابل دويلة هزيلة على جزء يسير من فلسطين. وهي بذلك ترجع القضية إلى حضنها الدافئ وتسحب البساط من تحت أرجل المتسلقين والمتكسّبين من هذه القضية ممن يسميهم الإعلام قادة وزعماء.
 
وهذه المسيرات تذكر الأمة اليوم بواجبها الحقيقي تجاه فلسطين، وتذكر الجيوش بأنهم القوة الوحيدة القادرة على وضع حد لهذه المهزلة، وعلى انجاز مهمة التحرير. فهل تعيد حركات المقاومة مراجعة خطابها ونهجها وتتحرك مع الأمة ؟ أم تتمسك بوعود الغرب وبأدبيات الحكام فتلفظها الأمة كما لفظت الحكام ؟
15-5-2011