تعليق صحفي
الاتحاد الاوروبي يكشر عن أنيابه الاستعمارية في ليبيا
 
مخطئٌ من توهم أن همّ الاتحاد الاوروبي أو الناتو من تدخلهم العسكري في ليبيا هو مساعدة الثوار على التخلص من الطاغية القذافي ونظام حكمه، ومخطئٌ من ظنّ أن الاتحاد الأوروبي ونظام القذافي على طرفي نقيض، وواهمٌ من ظنّ أن الاتحاد الاوروبي وأمريكا يحركون جيوشهم وبوارجهم وطائراتهم لسواد عيون المسلمين في ليبيا ولرفع الذبح والقتل المستحرّ فيهم.
 
لقد بات من نافلة القول أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا لا تحركهم سوى مصالحهم الاستعمارية، وهم بتدخلهم في ليبيا يسعون لاحتلالها وسرقة خيراتها، وبعبارة أدق، يسعون للإبقاء على النفوذ الاستعماري الذي رسخه القذافي في ليبيا. ولقد بات ذلك على لسان السياسيين الغربيين، وان تفاوتت مصالحهم، فقد صرح بالأمس مستشار الأمن القومي الأميركي السابق الجنرال جيم جونز بالقول "إن الحرب في ليبيا تصب في مصلحة أوروبا الحيوية أكثر من أميركا".
 
وبسبب المكائد السياسية التي نصبتها الدول الاستعمارية لثوار ليبيا، ومع تخاذل جيوش المسلمين المجاورة لليبيا والتي حُجبت عن قصد مدبر، لجأ الثوار إلى الأوروبيين والأمريكان وظنوا بهم خيراً، فقبلوا فرض الحظر الجوي دون أن يقبلوا بالتدخل البري.
 
لكن وتيرة الأحداث تتسارع، ولا زالت القوى الاستعمارية تدعم القذافي في الخفاء عبر كيان يهود وعبر الانظمة التابعة لها في البلدان العربية، وتتجنب بل ترفض القضاء على قوته وإنهاء حكمه بالقوة، ليبقى القذافي يبطش ويرتكب المجازر، لتجعل من تدخلها البري أمراً مستساغاً بل مطلباً للثوار!!
 
وقد كشر الاتحاد الاوروبي مؤخراً عن أنيابه الاستعمارية وتطلعاته لاحتلال ليبيا، فقد تذرع مضللاً أن الوضع في بعض المدن الليبية وخاصة مصراتة مقلق للغاية ولا يستبعد تدخلا عسكريا مباشرا تحت يافطة 'التدخل الإنساني' بترخيص من الأمم المتحدة، وهو ما قد يشكل مقدمة لإنزال بري للقوات الأوروبية. وقد يأتي التدخل بعد اجتماع الدوحة الأربعاء المقبل.
 
ومن المتوقع بدء هذه العمليات العسكرية "الإنسانية!" مباشرة بعد قمة الدوحة على شاكلة ما جرى من لجوء إلى ضربات جوية بعد قمة باريس الشهر الماضي. ويسود الاعتقاد أن ثلاث دول قد تشكل العمود الفقري لهذه القوات وهي فرنسا وإيطاليا واسبانيا.
 
لقد كان الواجب ولا زال على جيوش المسلمين في مصر ودول الجوار أن تتحرك لفورها لتنقذ إخوانهم أهل ليبيا من مجازر هذا الطاغية وأن لا تسمح للقوى الاستعمارية، عدوة الاسلام والمسلمين، أن تتدخل في شؤونهم، كما كان الواجب على الثوار في ليبيا ولا زال أن يقطعوا كل علاقة لهم بدول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وأن لا يأمنوا جانبهم.
 
إن الاستعانة بالكافرين لم ولن تورث المسلمين سوى الخسران في الدنيا والآخرة، فكيف لو كان هؤلاء الكافرون مستعمرين طامعين في بلادنا وخيراتنا؟! وكيف لو كان هؤلاء الكافرون يسعون للحيلولة دون عودتنا خير أمة أخرجت للناس ويسعون لاستعبادنا؟!
 
إن الواجب الملقى على عاتق جيوش المسلمين أن يهبوا من فورهم لنصرة أهل ليبيا قبل أن يلتهمهم المستعمرون فيذوقوا الأمرين، فهل تلامس استغاثات أهل ليبيا أسماع رجل رشيد؟
 
(وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)
10-4-2011