تعليق صحفي
نتنياهو يتحدث عن الدور الحقيقي لكيان يهود
سعى الكيان اليهودي الغاصب لأرض فلسطين المباركة منذ نشأته إلى أن يغلف احتلاله لهذه الأرض بمسحة دينية يهودية، وأن يخفي الهدف الرئيس خلف إنشاء الدول الغربية له، فزعم أن هدف إقامة الكيان اليهودي في هذه البقعة هو استرجاع "أرض الميعاد" وإعادة بناء الهيكل المزعوم وغير ذلك من الحجج الواهية والدعاوى الكاذبة والمزيفة.
 
والحقيقة أن زرع الكيان اليهودي في خاصرة بلاد المسلمين كان له مآرب استراتيجية استعمارية، من أهمها الحيلولة دون وحدة الأمة وإقامة الخلافة.
 
تلك حقيقة رددها حزب التحرير على مسامع الأمة طوال عقود مضت، ورسخها بالرغم من محاولات التزييف ومن معاهدات التطبيع والاعتراف المتهاوي بهذا الكيان الغاصب.
 
واليوم، وبعد أن تكشفت حقيقة الحكام وبان زيف سياساتهم بل وتبعيتهم لأمريكا ودول الغرب، وأنهم كانوا شركاء يهود والكفار في حرب الخلافة، وفي ظل ترقب الكفار لما يجري في بلاد المسلمين، يتحدث نتنياهو علانية عن هدف وجود كيان يهود في المنطقة وما يقدمه من خدمة "جليلة" للغرب باعتباره خط الدفاع الأول عن الدول الغربية.
 
فقد اعتبر نتنياهو –أثناء استعراضه لخارطة الشرق الأوسط في لقاء له مع بيرس مورغان عبر سي أن أن- أن كيان يهود يعيش وسط مجموعة جيران من الدول العنيفة، ورداً على سؤال مورغان عما اذا كان نتنياهو يتمنى لو كانت "اسرائيل" في مكان ما مثل لوكسمبورغ فيعيش اليهود حياة سهلة، أجاب نتنياهو، مبيناً الدور الاستراتيجي الذي يلعبه كيان يهود كدرع للدول الغربية، "إن الناس هنا –منطقة الشرق الأوسط- يتطلعون ليس لإخراجنا فقط بل لا يريدون وجوداً غربيا في أوروبا، هؤلاء يحلمون بإعادة إقامة الخلافة".
 
إن هذه التصريحات تبين طبيعة المعركة الدائرة، إنها معركة صراع حضاري، بين الكفر ودوله الاستعمارية على اختلاف مللهم ونحلهم وبين الأمة الاسلامية، وأن جوهر الصراع يتمحور حول السعي الدؤوب من قبل الدول الغربية للحيلولة دون عودة الخلافة.
 
إن الغرب وكيان يهود يدركون أن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بالإسلام واستعادة الخلافة، لذا فهم يرتعدون خوفاً من عودتها.
إن على الأمة اليوم أن تدرك ما يدركه أعداؤها على أقل تقدير، فتسعى لخلاصها وللتغيير الحقيقي عبر إقامة الخلافة التي تنهي النفوذ الغربي الاستعماري من المنطقة وتقضي على كيان يهود فتحرر بيت المقدس وتقطع يد كل من تسول له نفسه باحتلال بلاد المسلمين أو الاعتداء عليهم.
22-3-2011