وهو ما يُعتبر اعترافا صريحا من عباس على مقدار الذلة والهوان اللذين تتصف بهما سلطته وهي تطرق باب الإدارة الأمريكية ترجو منها المساعدة والمعونة.
والأهم من ذلك أنّ تصريحات عباس هذه تدلل على أنّ عباس يعلم مدى عمق علاقة أمريكا بيهود ودفئها، وحجم الرعاية التي تقدمها أمريكا ليهود، دون أن تقدم للسلطة شيئا أو تلقي لها بالاً حتى في الأمور الشكلية كقرار مجلس الأمن. بل وزاد على ذلك عباس –معترفاً- بأنّ سلطته تتعرض للتهديد من الإدارة الأمريكية، وهو ما يشير إلى عقلية الاستعباد التي تتصرف بها أمريكا مع السلطة، والتي تُقابل على الأرض بعقلية العبودية من جهة السلطة!!.
والغريب في الأمر أنّ هذه التصريحات تأتي بعد أن طفحت خطابات السلطة بالتغني بالراعي الأمريكي لعملية السلام (الاستسلام)، فلم يترك عباس وزمرته مناسبة أو خطاباً إلا وأكدوا على حرصهم الشديد على السير مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة سعياً وراء الوعد الهزيل بالبلدية الفلسطينية، وبعد أن ارتمت السلطة في أحضان أمريكا، تنفذ أوامرها بإخلاص منقطع النظير حتى في عرف الأقنان، وبعد أنّ أصبحت السلطة كالجندي المأجور عند أوباما وميتشل ومولر.
فبدلاً من أن تعتبر السلطة من تجاربها السابقة مع الإدارات الأمريكية أو تتعظ من تجارب رفقائها الحكام الذين ألقت بهم أمريكا إلى قارعة الطريق وبصقتهم بعد أن انتهت أدوارهم كمبارك، لتعلم بأنّ دورها لا يتعدى الخادم الذي سرعان ما يتخلى عنه سيده بمجرد انتهاء صلاحيته أو توعكه، فتعود عن غيها وعمالتها وتتوب إلى الله، بدلاً من ذلك كله، لا زالت تواصل المسير وكأنّ أمرا لم يكن.!!!