وهو ما يدلل على أنّ يجري في مصر هو تحايل على الثورة المباركة، ومحاولة لاسترضاء الجماهير الغاضبة بأقل القليل، وبعد أن يتم وضع هذا القليل في السياق الذي لا يخرج عن السرب الذي أرادته الدول المستعمرة لهذا البلد الكبير والذي يشكل خطرا حقيقيا على مصالحهم ومصالح ربيبتهم دولة يهود في حال أنحرف عن مساره الذي رُسم له منذ عقود من خلال أزلامهم وعملائهم في البلاد؛ العملاء المتنفذين والعملاء السياسيين وحتى العملاء الفكريين.
وهو يدلل على أنّ ما يحدث في مصر الآن ليس أكثر من تبديلٍ للوجوه، إزالة الوجوه السوداء التي بليت، بأخرى أقل سوادا، حتى إذا ما اكتشفت الجماهير حقيقتها بعد مدة كما حدث مع شفيق أزاحتها وأتت بغيرها لتسيير المركب حتى يتنهي صلاحيتها، وهكذا دواليك.
وهو ما يؤكد على أنّ الجدال الدائر حول التعديلات الدستورية والمطالب التي تقدم بها قادة الأحزاب ليست أكثر من جراحة تجميلية للنظام الفاسد الموبوء، وليست أكثر من تنازع وصراع على الكراسي والصلاحيات كحال لبنان وأحزابها في صراع المحاصصة المقيتة منذ سنوات طوال.
وهو ما يثبت كذلك بأنّه لا تغيير ولا إصلاح يُرجى بدون التخلص من النظام بأركانه وأسسه ودستوره وأفكاره العفنة التي أورثت المسلمين في مصر الذل والهوان والفقر والجوع والضنك، وهو ما ثارت من أجل تغييره الملايين الغاضبة في مصر. فالملايين لم تخرج تضحي بنفسها وتواجه الرصاص بصدورها العارية من أجل تجميل الدستور أو البحث عن المناصب والكراسي التي يلهث وراءها قادة الأحزاب في مصر.
فلا خلاص ولا حل لمشكلة المسلمين في مصر وفي العالم أجمع بدون إعلانها خلافة راشدة على منهاج النبوة، تحق الحق وتبطل الباطل، فتُري أمريكا ويهود ما كانوا يحذرون.