تعليق صحفي
النظام الأردني على غرار السلطة الفلسطينية في التجديف عكس تيار الأمة
 
على ما يبدو أنّ هناك الكثير من الحكام كحال السلطة الفلسطينية في التجديف عكس التيار، عكس تيار الأمة الإسلامية التي بدأت تنهض من كبوتها، معلنة انتهاء حقبة الذل والخضوع والهوان، ليبزغ بعدها فجر الخلافة الراشدة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالأمة الإسلامية بدأت تحسم أمرها بأن لا رجوع إلى الخلف، ولا استمرار في عهد الحكام الطغاة الذين أذلوا الأمة وسخروا مقدراتها لخدمة أعدائها.
 
فبعض الحكام ما زالوا لم يستوعبوا الدرس، ولم يفهموا المعادلة الجديدة التي وضعت الأمة قواعدها وأحكامها، فكما أنّ السلطة ما زالت تسير على خطاها السابقة في استجداء السلام المزعوم مع يهود، وكذلك حكام الأردن، حماة يهود من الشرق، ما زالوا يواصلون التطبيع وخدمة يهود، ويتصرفون وكأن رياح التغيير بعيدة عنهم ولن تطالهم، في "ثقة!" منهم بأجهزة مخابراتهم وبعض أطياف المعارضة المضمونة في جيبهم، ونسوا أنّ الأمة لم تعد تكيل بمكيالهم ولا مكيال أزلامهم.
 
ففي خطوة تطبيعية جديدة وبتنسيق وقح من النظام الأردني، أعلنت وزارة المواصلات "الإسرائيلية" طرح عطاء رسمي لإنجاز بناء مقاطع من سكة الحديد الحجازية التاريخية تربط بين حيفا المحتلة في أراضي 48 وإربد الأردنية مرورا بمدينة بيسان في غور الأردن.
 
وبحسب وزير المواصلات "الإسرائيلي" فإنّ الأردن معني بالسكة من أجل نقل البضائع المصدرة "لإسرائيل" ولأوروبا عبر ميناء حيفا.
 
ويوضح الخبير الاقتصادي الفلسطيني أمين فارس للجزيرة نت أنّ حجم تصدير "إسرائيل" للأردن يبلغ اليوم 231 مليون دولار سنويا، مقابل 70 مليون دولار حجم التصدير الأردني، مشيرا إلى أنّ التبادل مع الأردن يشكل أقل من 1% من مجمل العلاقات التجارية بين "إسرائيل" ودول العالم.
 
وفي إشارة إلى التطبيع المخزي الذي يقوم به النظام الأردني لتصبح العلاقات مع كيان يهود وكأنها علاقات مع دولة جارة أو علاقات داخلية بين مدن نفس الدولة، أضاف موقع الجزيرة نت نقلا عن أمين فارس بأنّ ربط الأردن "بإسرائيل" بسكة حديد من شأنه تسهيل المواصلات العامة وتيسير التبادل التجاري، مذكرا بأن ميناء حيفا طالما شكل رئة بالنسبة للأردن قبل عام 1948.
 
إنّه لحريٌ بجيش المسلمين في الأردن أن يقلب ظهر المجن للنظام الأردني، وأن يسبق الأمة في السباحة مع تيارها الجارف فيُطهر أرض الإسراء والمعراج من دنس يهود فينال الشرف، ولتعود حيفا وعكا والقدس أخوات شقيقات لإربد وعمان والعقبة، وليعلنها بداية توحيد لبلاد المسلمين بعد طول فراق.
 
13-3-2011