تعليق صحفي
الانقسام مصطلح دخيل على القضية الفلسطينية
تمخض عن التنافس على سلطة تحت الاحتلال
قال وزير الأوقاف في سلطة رام الله: "لا يوجد مبرر ديني أو وطني أو سياسي ليبقى الانقسام ، فالاحتلال والانقسام وجهان لعملة واحدة وكلاهما يدمر القضية الفلسطينية ونحن على استعداد أن نواجه أصحاب الانقسام وبشكل علني إما بالانتخابات أو بالحوار أو بالمناظرات على شاشات التلفزيون وليقل بعدها الشعب كلمته ويقرر"، معتبراً أن "تكريس الانقسام يعني إنهاء القضية الفلسطينية وضياع الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وتحقيق أهدافه"، وأن "الورقة المصرية نقطة انطلاقة لاستعادة الوحدة الوطنية التي لا يريد البعض لها أن تتحقق".
 
إن رموز السلطة الفلسطينية، كحال الطبقة الفاسدة في أنظمة الحكم العربية المستبدة، لا تستطيع أن تستوعب الدرس، إلا بعد أن تتمرّغ رؤوسها بالتراب على يد الناس الغاضبين والرافضين لنهج الأنظمة الانهزامي، وهي قيادات سطحية تتحدث خارج الزمن إذ تصر على مصطلحات سياسية تجاوزتها المرحلة المشرقة للأمة وهي تسقط رؤوس الحكام المتجبّرين على التتابع.
 
إن ما يسمّى موضوع "الانقسام" لم يبرز في قضية فلسطين إلا بعدما أدخلت القضية في أنفاق المفاوضات وما تمخض عنها من سلطة تحت الاحتلال، ثم ما طرأ على الواقع من تنافس فصيلي على هذه السلطة الهزيلة بين سلطة فتح وسلطة حماس، فمن قال أن أهل فلسطين منقسمون ؟ ومن قال أنهم يرون غير تحرير الأرض من الاحتلال قضية جوهرية في هذا الصراع مع المحتل اليهودي ؟ إن الانقسام الموجود محصور في إدارة هذه السلطة وفي خزائنها المالية وفي ولائها، لا بين الناس. 
 
 إن الشعار الحقيقي الذي يعبر عن مكنون أهل فلسطين هو أن "الأمة تريد تحرير الأرض"، وليس "الشعب يريد إنهاء الانقسام"، وهي تستنهض جيوشها للقيام بواجبها في خلع هذا الاحتلال من جذوره، وهي لا تكترث بورقة مصرية صاغها أركان النظام البائد في مصر. وإن الذي يتحدث عن لملمة رماد تلك الورقة المصرية التي احترقت بنار ثورة مصر، هو خائن لتطلعات الأمة التي تخلصت من ذلك النظام البائد، وهو يجدّف بعكس تيار الأمة.
 
ولا يوجد أي مبرر لأي مخلص لبعث أدبيات سياسية لمرحلة انهزامية تجاوزها الثائرون من أبناء الأمة، فالسلطة تحت الاحتلال هي وجه آخر للاحتلال، بل هي وكيل عنه في تحقيق أمنه، وهي التي دمّرت القضية الفلسطينية، وكل من يعمل على ترتيب أوراق هذه السلطة الباطلة فإنه يعزز مسيرة التضليل التي مارستها رجالات منظمة التحرير الفلسطينية منذ عقود، ومنذ أن اختطفت القضية من أيدي المسلمين. 
 
إن حديث الهباش عن "الحوار أو بالمناظرات على شاشات التلفزيون" هو تضليل مفضوح، إذ لا تنسى الناس قمع الأجهزة الأمنية لكل صوت مخلص عمل على حشد الناس ضد مشروع المفاوضات الذي أوصل الهباش ليكون وزيرا في سلطة تحت الاحتلال.
11-3-2011