تعليقٌ صحفي
دعوة الخلافة تبرز في الثورات العربية وتتخطى حواجز الإعلام
بالرغم من طمس وسائل الإعلام لتطلع الأمة نحو التغيير الحقيقي والذي لن يكون إلا بالإسلام، وبالرغم من محاولة تزييف ثورات البلدان العربية المباركة وإخراجها بصبغة علمانية، وأن جل مطالبها هي دولة مدنية أو ديمقراطية، ومحاولة وسائل الإعلام التعتيم على الجانب المشرق في هذه الثورات وما تمثله من خطوة عملية نحو إنهاء الحكم الجبري والتقدم نحو إقامة الخلافة، إلا أن صيت الخلافة ودعوتها فرض نفسه على المسلمين وعلى المراقبين والساسة الغربيين حتى باتت حديث الساعة والساسة، وإن لم يكن ذلك معلناً، فيما بقي التعتيم والتهميش هو سيد الموقف لدى وسائل الإعلام.
 
فمنذ أن اشتعلت شرارة هذه الانتفاضات في تونس الخضراء وما تبعتها من ثورات في مصر وليبيا واليمن، شاهدنا وسائل الإعلام تتخطى دوماً مشهداً كبيرا لا تحجبه الحواجز وتحركات جماهيرية ضخمة تدعو إلى التغيير وفق الإسلام وإلى إقامة الخلافة وتغرد خارج سرب التبعية وخارج أطر العلاقة مع القوى الغربية الاستعمارية، ويعود هذا التهميش لما تلعبه وسائل الإعلام من دور في محاولة تزييف الحقيقة وخطف منجزات الثورات لصالح أجندات خارجية.
 
وفي إشارة حقيقية إلى ما تعبر عنه هذه الثورات من تخلص من التبعية وتوجه نحو الاسلام، تتابعت تصريحات قادة الغرب من أمريكان وأوروبيين ويهود يتخوفون من إمكانية قيام دولة إسلامية تخل في موازين القوى وتغير مجرى التاريخ، فكانت تصريحات كلينتون، كاميرون، أشكنازي، نتنياهو، برلسكوني... حتى ان كبريات وسائل الإعلام الغربية مثل
قد تحدثت عن تخوفات الساسة الغربيين من هذه الثورات ومن قيام الخلافة وآثار ذلك على الغرب والعالم.
 
وإزاء كم التخوفات الهائل اقتضى الأمر خروج الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بتصريحات ليهدئ من روع الغرب ويسكن عاصفة خوفه.
 
مضت الأحداث على هذه الشاكلة ومضى التكتيم الإعلامي واطرد حتى بدأت تتصاعد في أوساط المسلمين بالرغم من كم التعتيم الهائل، أصوات تؤازر حزب التحرير في دعوته وتدعو إلى الخلافة والالتفاف حول الساعين لها والذين كرسوا جهدهم طوال عقود لاستعادها؛
 
في تونس، مسيرات تجوب الشوارع "لا شرقية ولا غربية...لا ديمقراطية ولا وطنية ...بل خلافة إسلامية"، ويتجاهل الإعلام ذلك بالرغم من أن صور تلك المسيرات قد ملأت الفضاء عبر الشبكة العنكبوتية، وعبر الفيس بوك على وجه الخصوص، لكن تبقى هذه الأحداث التي تعبر عن نبض الأمة الحقيقي خارج التغطية!!.
 
في مصر علت أصوات تجاهلها الإعلام،
، فضائيات دينية، جماهير تدعو إلى تحكيم الإسلام في ميدان التحرير وسط ساحات النقاش وفي مدن الإسكندرية ومناطق أخرى من مصر، والإعلام كما في كل مرة غائب بعذر وبدون عذر.
 
في ليبيا، دعوات لتطبيق الإسلام بالرغم من شن القذافي حملة لتشويه صورة الدولة الإسلامية ودوام إلصاقها بأعمال العنف، حتى صرح قادة الكيان اليهودي بأن طابع الثورة في ليبيا طابع إسلامي.
 
في اليمن دعوات من العلماء وتبشير بعودة الخلافة حتى أن بعض المدن اكتست برايات العقاب، مما دعا بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية لتصدر عناوينها (اليمن على مشارف «خلافة إسلامية» و«رايات سود» فوق مدارس في عدن).
 
وما لم يتم الكشف عنه، في ظل تجاهل الإعلام الرسمي والمسمى بالحر، كثير، وتبقى دعوة التغيير على أساس الإسلام هي تطلع الأمة الحقيقي والذي يدفعها للحركة ويكسبها الأمل في غد مشرق، ويبقى ما تبقى من فسحة ضيقة عبر شبكة الانترنت والاتصال الحي هو سبيل معرفة تلك الأخبار.
 
إن ما تمارسه وسائل الإعلام من محاولة إلباس تحرك الناس ما لا يرغبون ويتطلعون سعيا لخدمة أجندات خارجية هو غصب وقهر إعلامي لسرقة جهود الأمة وتضحياتها، لكن الأمة التي انتفضت على من قهرها وسلب سلطانها لا شك أنها لن تبقى مخدوعة بمن يسعى لتضليلها.
 
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
 
10-3-2011