معا- من المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم على مشروع قرار يعلن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير قانونية وتشكل عقبة أمام التوصل إلى حل الدولتين.
ويتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد القرار.
وقال رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتانياهو وكبار مستشاريه أن "اسرائيل" لا تعارض إصدار بيان شديد اللهجة من مجلس الأمن إلا أنه يتوقع من الولايات المتحدة استخدام حق النقض ضد مشروع القرار العربي.
وقال مندوب فلسطين في لدى الأمم المتحدة أن الفلسطينيين لن يكرروا الخطأ الذي واجهوه خلال تقرير غولدستون في العام الماضي .
وكان الرئيس الفلسطيني قد دعا إلى اجتماع عاجل للجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة فتح، اليوم الجمعة، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
******
من جديد تعود قضية المستوطنات في الضفة الغربية إلى واجهة الأحداث، فيما يوغل يهود في التهام الاراضي وتخريب العامر وتهجير السكان، ليس في الضفة فحسب بل في كل أرجاء فلسطين ولا سيما القدس شرقيها وغربيها.
يأتي ما يسمى بمشروع القرار العربي بخصوص الاستيطان، في وقت انكشف للعالم بأسره أن الأنظمة العربية الجبرية لا تمثل شعوبها، وأن كل شعب في البلدان العربية ينتظر الفرصة المواتية للانقضاض على النظام، وفي وقت لم تضمد السلطة بعد جراحها عقب حادثة "كشف المستور".
فماذا يمكن ان تجني السلطة والأنظمة من هذا العمل؟ وهل على الحقيقة يمكن للسلطة أن تخرج عن طوع بنان الإدارة الامريكية حتى يتطلب ذلك من أوباما مكالمة هاتفية تستغرق 50 دقيقة لإقناع عباس؟
إن الحقيقة التي لا تخطئوها عين بصيرة أو حتى التي فيها عوار، أن السلطة قد انكشف شأنها، وباتت كما كانت أول يوم لا تمثل أهل فلسطين، بل هي ومنظمة التحرير قد اغتصبت هذا التمثيل وأعانها على ذلك حكام جبريون.
كما بات من المعلوم في الشأن الفلسطيني بالضرورة أن السلطة لا تملك قرارها، وهي رهن الإشارة الامريكية، وأنها لطالما فرّطت بمقدسات الأمة، بل ورضيت بإراقة ماء وجهها على أعتاب البيت الابيض كقرابين ولاء.
إن الحديث عن مشروع عربي سواء كان قراراً أم قزّم لبيان رئاسي، أم حوّر لمقترحات أمريكية جديدة، هو محض تضليل وسخافة سياسية، فقرارات الأمم المتحدة- على الرغم من جورها وإلقامها فلسطين لليهود- لازالت حبراً على ورق، ومجرد ألهية يتشدق بها المفاوض الفلسطيني.
إن قراراً أممياً أو بياناً رئاسيا –هذا إن تم- لا يسمن ولا يغني من جوع، وهو لا يوقف بناءً في مستوطنة ولا يسترجع بيتاً مصادراً ولا شبراً مغتصباً بل هو لا يقلق يهود. ولا يمكن أن يفسر مثل هذا القرار في حال حصوله، سوى بالمحاولة اليائسة لنفخ الروح في سلطة أفلست سياسياً وانهار نظام مبارك الذي كان يمدها بأسباب الحياة.
إن تلاعب السلطة بقضية فلسطين، وتآمر الأنظمة العربية على هذه القضية لصالح القوى الغربية الاستعمارية ويهود كان بلا شك أحد الاسباب التي أذكت روح الثورة في الشعوب العربية، ولا غرو في ذلك، فها هم أهل تونس ومصر يرددون عقب التخلص من الطواغيت شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين".
تلك رسالة واضحة تبرقها الأمة للسلطة والحكام ولمن يقف خلفهم من قوى استعمارية من أمريكان وأوروبيين ويهود أن الأمة لم ولن تنس فلسطين، وسيأتي اليوم الذي تغيّر فيه الأمة التغيير الجذري والحقيقي وتقيم الخلافة قريباً بإذن الله فتسير في جيوش جرارة نحو فلسطين فتحررها...
فهل تستوعب السلطة والحكام الدرس جيداً فيرفعوا أيديهم عن فلسطين، أم أنهم صم بكم عمي فهم لا يعقلون؟!!
  
18-2-2011