الجزيرة نت- قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو الأربعاء إنه في حين يأمل أن تنجح مصر في جهودها لتحقيق الديمقراطية، يتعين على "إسرائيل" أيضا أن "تستعد للأسوأ".
 
وجدد نتنياهو التعبير عن الأمل بأن تتمسك مصر بمعاهدة السلام التي وقعتها مع "إسرائيل" في 1979، مثلما قال الحكام العسكريون الجدد في القاهرة في بيان صدر السبت الماضي.
 
وقال نتنياهو في كلمة أمام مؤتمر لزعماء اليهود الأميركيين في القدس "لا أحد يعرف ماذا سيجلب المستقبل في مصر". وكرر تحذيرات من أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث، وهو أن تتولى "حكومة إسلامية متشددة غير ديمقراطية" السلطة محل الرئيس المخلوع حسني مبارك.
 
وأضاف "بصفتي رئيس وزراء إسرائيل، أنا مسؤول عن أمن أكثر من 7 ملايين إسرائيلي يعيشون في دولة يهودية واحدة. لا يمكن ببساطة أن آمل في حدوث الأفضل. ولكن يجب أن أستعد لمواجهة الأسوأ".
 
وتابع "جزء من ذلك الاستعداد هو تنبيه الزعماء وصانعي السياسة حول العالم إلى الأخطار المحتملة التي ربما تكون على الطريق ليس لأنني أريد لتلك الأخطار أن تتحقق".
 
*****
 
يحمل تصريح نتنياهو في طياته دلالات عدة، منها:
 
1.       إن القوى الاستعمارية ويهود يتطلعون إلى أن يكون التغيير في مصر وبقية البلدان العربية تغييراً شكلياً لا تغييراً حقيقياً، وهو ما يعبر عنه نتنياهو عن امله "بأن تنجح مصر في جهودها لتحقيق الديمقراطية"، وهو عينه ما تتطلع إليه الإدارة الامريكية.
 
2.       تخوف نتنياهو، ومسؤولين غربيين غيره، من قيام "حكومة إسلامية متشددة" أو "دولة إسلامية" أو "دولة لا يرضاها الغرب"، يدل على أن القوى الغربية الاستعمارية لا تحكم القبضة على تحرك الشارع في مصر وتخشى تفلته، وإن كانت تسيطر على الطبقة السياسية وتنفذ للبلد من خلالهم، وهو ما يدعو نتنياهو لتكرار قلقه وتخوفه.
 
3.       إن من معالم السياسة الغربية على اختلاف مصالحها من أمريكية وأوروبية، بل وتنازعها في كثير من الاحيان، أنها تتفق على ضرورة الإمساك بزمام الأمة وعدم تمكينها من التخلص من ربقة الاستعمار للحيلولة بينها وبين عودتها أمة مبدئية في دولة قوية، تنهي نفوذهم في المنطقة للأبد، وتقضي على رأس حربتهم في المنطقة (كيان يهود) .
 
إن على المسلمين أن يعوا أن التغيير الحقيقي لم يتحقق بعد في كل من مصر وتونس، وأن يدركوا أن القوى الغربية الاستعمارية يسعون لإخماد ثورة البلدين ببعض الإصلاحات الترقيعية لإلهاء الناس عن الهدف الحقيقي المنشود.
 
إن بن علي ومبارك كانا يطبقان أنظمة "ديمقراطية رأسمالية" عفنة، وإن تلك الأنظمة وولاءهم للقوى الغربية الاستعمارية هو من سلطهم على رقاب الناس، لينهبوا أموالهم ويبطشوا بهم، وإن التغيير الحقيقي لا يكون إلا بالتخلص من سبب الداء والتوجه نحو البلسم الشافي. فلا خلاص للأمة ولا سبيل للتغيير الحقيقي سوى بنبذ الديمقراطية الرأسمالية العفنة التي أوردت المسلمين والعالم سبل الهلاك، والانعتاق من التبعية الغربية وعدم الارتماء في احضان أمريكا وأوروبا، وإقامة الخلافة التي تطبق الإسلام فتسعد البشرية جمعاء.
 
(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)
 
17-2-2011