فيما يبدو أنّها خطوة من استوعب الدرس ولكن ليس كاملا، قال الزعيم الليبي معمر القذافي الأحد "أنّ على اللاجئين الفلسطينيين أن يستفيدوا من الثورات الشعبية في الشرق الأوسط عن طريق التجمع السلمي على حدود "إسرائيل" حتى تستسلم لمطالبهم."
فالقذافي يبدو أنّه أدرك أنّ الشعوب باتت تتحرك للتغيير، وأنّ الأمة لم تعد تطيق السكوت والخضوع للحكام الطواغيت، ويبدو أنّه بدأ يستشعر قرب دوره ليلحق برفيقيه ابن علي ومبارك.
ولكن يبدو أن القذافي لم يستوعب الدرس كاملاً بعد، فلم يدرك أنّ وعي الأمة لم يعد كما كان، وأنّه لم يعد ينطلي عليها ألاعيب الحكام وتضليلهم.
فالقذافي يريد أن يصرف وجهة المسلمين من تغيير الحكام الطغاة الجاثمين على صدر الأمة، والذين هم أس الداء ومكمن الذل والهوان وسبب تضيع المسلمين وبلادهم والذين رسخوا النفوذ الاستعماري في بلادنا، إلى التفكير بالعدو الخارجي كأمريكا وأوروبا ويهود، والذي لا قبل للمسلمين به بدون جيوش المسلمين ومقدرات بلادهم الضخمة التي سخرها الحكام لخدمة الغرب بدلا من تخليص الأمة من أعدائها، ولذلك دعا من اسماها بالدول الإسلامية لضم قوتها ضد القوى الغربية وقال "أنّ العالم انقسم إلى أبيض - في إشارة إلى الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهم- وأخضر -في إشارة إلى العالم الإسلامي. وقال أنّ اللون الأبيض قرر التخلص من اللون الأخضر وان هذه الدول يجب أن تتوحد ضد الأبيض لأنّ كل هذه الدول البيضاء على حد قوله هي عدو للإسلام."
فبعد أن أدرك القذافي أنّ نهايته قد اقتربت يحاول تضليل المسلمين بتوجيههم إلى الذهاب عزّلاً نحو "إسرائيل" عن طريق ما أطلق عليه "تجمعا سلميا على حدود "إسرائيل".
ولأنّ القذافي وإن حاول أن يزين جلده القبيح فهو لا يستطيع أن يغير حقيقته السوداء الجبانة، لذلك قال في خطابه: "إن هناك حاجة لخلق مشكلة للعالم وان هذه ليست دعوة للحرب ولكنها دعوة للسلام."
فما زال يتمسك بالدعوة إلى السلام المذل، لأن هذا ما يرضي أسياده في الغرب الذين يدّعي عداءهم في الوقت الذي يمنحهم كل مقدرات البلد من نفط وغاز ومعادن.
ولكن هيهات هيهات أن يتمكن القذافي والحكام من إرجاع الأمة إلى الوراء، فالعجلة لا تتحرك إلا للأمام، وما هي إلا برهة وتنتهي حقبة الملك الجبري ليولد عهد الخلافة الراشدة من جديد.
14/2/2011