لم يكن النظام المصري برأسه "مبارك" نظاماً يعيش على هامش التبعية المقيتة، بل كان ركناً فيها، ولم يكن "مبارك" مجرد حجر نرد بل طليعة أحجار الدومينو وبيضة القبان في النفوذ الامريكي في المنطقة، ولن يكون سقوط "مبارك" مجرد حدث عابر بل بداية انهيار حكام وأنظمة مماثلة تقاطرت وتآلفت على البطش بالأمة ومحاربة دينها، وأنست بأعداء الأمة من أمريكان وأوروبيين ويهود.
إن مما لا شك فيه أن مرحلة "الحكم الجبري" التي تحياها الأمة هي مرحلة مؤقتة، وأنها خارج سياق تاريخ الأمة ومستقبلها، ولا شك أن الأمة التي تشربت تاريخ عراقتها وريادتها للأمم تتطلع لمستقبل يعيد الأمور لنصابها، ولن يكون ذلك بأي عملية تجميلية مهما كانت بل بالتغيير الحقيقي والجذري.
إننا نرى أن أهل مصر وتونس بدأوا يخطون بخطى ثابتة نحو التغيير، وأن واجبهم وواجب أبنائهم من أهل القوة والمنعة أن يصطفوا إلى جانب أمتهم وأن يسعوا جميعاً لتحقيق التغيير الجذري حتى نهايته بتطبيق شريعة ربهم بإقامة الخلافة من جديد، ليحرروا فلسطين وكل شبر محتل من أرض المسلمين ويستعيدوا كرامتهم وعزهم ودورهم الريادي والطليعي بين الامم.
إن كسر حاجز الخوف وتخطي حالة "الوهن" هو الخطوة الحقيقية الأولى لإنهاء حقبة الحكم الجبري وطريق عودة الأمة خير الأمم بدل الحالة الغثائية، وهو في الوقت نفسه بداية بزوغ مرحلة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
إن الفرحة التي حصلت في شوارع مصر وفي شوارع وبيوت عامة المسلمين ونصارى الشرق بعد سقوط النظام المصري، تنبئ بمصير حكام الجزائر واليمن وسوريا وكافة حكام الجور في العالم الإسلامي، وتبرق لهم برسالة بالغة الوضوح والقوة، فهل يتعظون؟!!
كما أن ما حدث في مصر وتونس يبشر الأمة بفجر قريب ونصر عزيز مؤزر، فهل تغذ الأمة الخطى نحو العلا قدماً ولا تنخدع بخدع المخادعين؟ وتقيم الخلافة التي بشر بها رسول الله عليه الصلاة والسلام (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها إذا ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت)
 
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)
 11-2-2011م