قدم رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو مقترحات لممثل الرباعية طوني بلير، وذلك في لقاء عقد بينهما بعد ظهر اليوم الجمعة، وتشمل هذه المقترحات توسيع البناء للفلسطينيين في القدس الشرقية، وكذلك اعطاء الصلاحيات الأمنية لسبع مدن اضافية في الضفة الغربية.
وبحسب ما نشر موقع صحيفة "هآرتس" فان هذه المقترحات تقدم بها نتنياهو عشية مؤتمر ميونخ الذي سيعقد غدا السبت، حيث سيعقد اجتماع للرباعية الدولية على هامش هذا المؤتمر، لبحث موضوع السلام في المنطقة.
في الوقت نفسه دعا صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ورئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، أعضاء اللجنة الرباعية الدولية للابتعاد عن بيانات ما هو ممكن، وتبني بيانات ما هو مطلوب.
*****
لا شك أن كيان يهود يعيش في مرحلة حرجة وعينه ترقب أحداث مصر وما يعتريها من تغيرات، ولا شك أن هذه الأحداث ستنعكس على سلوكيات هذا الكيان، فيحاول –كعادته- من خلال بعض الإجراءات إلهاء الطرف الآخر ببعض اللقيمات تحت اسم مبادرات "حسن النية"، ليتفرغ هو لجبهة جديدة ربما تؤثر على وجوده ككيان.
بينما تعيش السلطة على هامش التاريخ وهي لازالت تتطلع للرباعية التي ستناقش ما يسمى بعملية السلام على هامش مؤتمر، بل يبدو أنها تعيش عكس التاريخ والجغرافيا والحركة التغييرية التي تهيمن على المنطقة.
لقد أثبتت أحداث مصر الاخيرة، أن ما يسمى بعملية السلام لن تكون في يوم من الأيام نهاية للصراع الذي تعهد عباس بإنهائه حال حصوله على دويلة هزيلة، بل إن وجود كيان يهود عرضة لأن يكون في مهب الريح مع أي تغيير حقيقي في المنطقة، ولن تحمية شرعية "زائفة" أُضفت عليه باعتراف السلطة أو منظمة "التحرير"، الأمر الذي دعا عدداً من القادة الأمنيين اليهود إلى الدعوة إلى استراتيجيات أمنية جديدة وإجراءات عملية بعيدة عن الاتفاقيات الموقعة في ضوء التغييرات الأخيرة.
 إننا نكرر بأن الواجب الملقى على السلطة ومنظمة "التحرير" في ظل الظرف الراهن وفي ظل حركة الأمة التغييرية، أن يرعووا عن السير في الأجندات الغربية الاستعمارية، وأن يرفعوا أيديهم عن قضية فلسطين، وأن يعيدوا هذه القضية كما بدأت قضية للأمة الإسلامية بأسرها، فها هي الأمة تتحفز لتملك زمام أمرها وتنعتق من ربقة النفوذ الاستعماري وأدواته، وحينها ستسير جيوش المسلمين مزمجرة نحو فلسطين فتنهي عبث العابثين وتطهر المقدسات من رجس اليهود المغتصبين.
وليعلم أزلام السلطة ومنظمة "التحرير" بأنهم لن يأخذوا من يهود نقيرا ولا أدنى من ذلك، وأن كيان يهود بات يدرك بأن السلطة لن تستطيع يوما أن تنهي تطلعات المسلمين نحو تحرير فلسطين، وسيبقى كيان يهود يستغل السلطة ومنظمة التحرير وأزلامهما إلى آخر رمق فيهم خدمة لمآربه الأمنية، ومن ثم يرمي بهم على قارعة الطريق، ولن يشفع لهم رباعية ولا حاكم أو شفيع.
فليس أمام السلطة أمام دقات ساعة الحقيقة هذه إلا التوبة والكف عن العبث السياسي بقضية فلسطين، وإما الذل والضياع والتفاني في خدمة كيان يهود وخزي الدنيا وعذاب عظيم في الآخرة.
4-2-2011م