الحياة: بدأت السلطة الفلسطينية بالإعداد لمرحلة ما بعد «انتفاضة مصر» التي تركت أثراً قوياً على كل دول وشعوب المنطقة.
 
ونقل مسؤولون فلسطينيون عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس حديثه في سلسلة لقاءات أخيرة عقدها مع قادة حركة «فتح» وقادة الأجهزة الأمنية ورئيس الحكومة الدكتور سلام فياض، عن ملامح توجهات السلطة في المرحلة المقبلة لتجنب تداعيات «الزلزال المصري».
 
وقال مسؤولون في السلطة لـ «الحياة» إن توجهات المرحلة المقبلة تتمثل في: تعزيز النضال الشعبي محلياً، والنضال السياسي دولياً، وتعزيز الديموقراطية داخلياً، وتجنب حدوث انفجار عنيف في مواجهة "إسرائيل".
 
*****
لا شك أن احداث مصر، وتهلهل النظام هناك قد أثر بشكل كبير على السلطة ومنظمة التحرير وأزلامهما، فالنظام المصري –عرّاب السياسية الأمريكية في المنطقة- كان راعي السلطة الدائم، والحضن الذي تلجأ إليه كلما ألمّت بها ملمّات.
 
ولا شك أن جوقة الأنظمة والحكام بما فيهم السلطة هم جبهة واحدة، لا سيما في الدفاع عن النفوذ الاستعماري على اختلاف أطيافه في المنطقة وحربهم لتوجه الأمة نحو الإسلام، وتراهم يتأثرون –سواء أعلنوا ذلك أم أسرّوه- بمصاب نظرائهم لأن إمكانية أن يصيبهم ما أصاب غيرهم قائمة.
 
ولا شك أن طوفان التغيير قد انطلق في المنطقة، ولن يتوقف حتى يقتلع تلك الأنظمة الجاثمة على صدر الأمة منذ عقود، وأن هذه الحركة التغييرية ستفرز تغييراً حقيقياً جذرياً عاجلاً أم آجلاً، وأن الأمة التي باتت تتشوق للعزة ستقيم الخلافة وتنصر العاملين لها عمّا قريب بإذن الله.
 
وإزاء هذه الحقائق، فماذا يمكن للسلطة أن تعدّ من مخططات ومبادرات؟!! وهل ستبقى تسير على خطى الطواغيت الأتباع؟! وهل ستكمل مشوار التفريط في فلسطين؟! وهل ستؤدي الدور المناط بها بإضفاء الشرعية على اغتصاب فلسطين كلها أو جلها وتتستر بالنضال السياسي وإعلان الدولة "العتيدة"؟! أم أنها ستفيق وترتدع وتتعظ بما أصاب من كان اشد منها وأعتى؟!
 
إن الواجب على السلطة ومنظمة "التحرير" وأزلامهما أن يرفعوا أيديهم عن قضية فلسطين، وأن يرعووا عن السير في الأجندات الغربية الاستعمارية، وأن يعيدوا هذه القضية كما بدأت قضية للأمة الإسلامية بأسرها، فها هي الأمة تتحفز لتملك زمام أمرها وتنعتق من ربقة النفوذ الاستعماري وأدواته، وحينها ستسير جيوش المسلمين مزمجرة نحو فلسطين فتنهي عبث العابثين وتطهر المقدسات من رجس اليهود المغتصبين.
 
لقد دقت ساعة الحقيقة لدى الأمة، وعاجلاً غير آجل بإذن الله، سيحدث التغيير الحقيقي وستقوم الخلافة، فلتحذر السلطة من غضب الأمة حينها، ولتتعظ وتعتبر قبل فوات الاوان.
 
(اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا)
 
3-2-2011