الحقيقة التي (كانت) غائبة – قوة الأمة
الأقصى يستنصر: من كان يحب الأقصى فعليه بأنظمة الطواغيت فليقتلعها حتى يقيم الخلافة منقذة الأقصى.
ضجت مصر بمظاهرات غاضبة على مدى عدة أيام تطالب بالعيش الكريم وإسقاط الحكومة والرئيس المصري، ووقعت مصادمات بين المتظاهرين وبين رجال الأمن أدت إلى وقوع إصابات وضحايا، حيث زج النظام المصري بحوالي 10 آلاف مجند لفض المظاهرات في مدينة القاهرة فقط.
إن الأحداث الجديدة تؤكد للأمة الحقيقة التي (كانت) غائبة، وهي أنها صاحبة السلطان، وأن القمع والبطش لن يستطيع أن يوقفها لو أرادت التغيير، فها هي الأمة كسرت حاجز الجبن واليأس وتحركت لتعبر عن غضبها على حكامها دون أن تحسب حسابًا لأحد، وها هم الحكام يرتعدون خوفًا من قوة الأمة فيحاول بعضهم أن يمتص نقمة الناس كما فعل عبد الله "ملك الأردن" بعدما هاله هروب طاغية تونس مذمومًا مدحورًا إلى يوم الدين.
إن المرحلة التي تمر بها الأمة مرحلة جديدة جديدة، مرحلة أدركت فيها الأمة قوتها وأيقنت من قدرتها وعلمت أن السلطان سلطانها وأن الطواغيت يمكن أن يزالوا عاجلاً غير آجل وإلى غير رجعة.
وفي خضم هذه الثورات الغاضبة على الطواغيت، تسابق الدول الغربية الريح كي تنتهي إلى إزالة الأشخاص دون إزالة النظام، حيث أن الأشخاص يمكن تعويضهم ويمكن شراء ذمم آخرين، ولكن النظام إذا رفضه الناس فلن يعود، لأن الإسلام اذا قامت دولته فوق ركام هذه الأنظمة، سيشعرهم فورًا بنعيم رعايته وموافقته لفطرتهم وحفاظه على ثرواتهم وكرامتهم.
إن المشكلة الأساسية ليست في وجود رئيس قمعي فقط ومجيء رئيس يفتح المجال قليلاً أو كثيرًا للقوى السياسية، ولكن المشكلة الأساسية في وجود النظام الرأسمالي ذاته ووجود النفوذ الغربي الاستعماري ذاته، الذي يعني أن المقدرات والقدرات ستبقى لخدمة السياسات الغربية الرأسمالية، وتحرم منها الأمة الإسلامية.
إن بين الأمة وبين قيام الخلافة اليوم أن تركز في مطالبها على عودة الحكم بالإسلام بدل حكم البشر، وأن يترك ضباطُ الجيوش الأمةَ على سجيتها على الأقل إن لم يتحركوا معها وفي مقدمتها لإزاحة كل من يقف في وجهها أو يحاول سرقة الثورات وتفريغ الغضب. فإن فعلوا فازوا فوزًا عظيمًا ونالوا مرتبة الأنصار وأي مرتبة.
وحزب التحرير ورجاله متأهبون لوضع الإسلام فورًا موضع التطبيق دون تردد وبسرعة فائقة، وأوساطه السياسية جاهزة ومؤهلة لصبغ الساحة السياسية بلون جديد، لون الإسلام الخالص، والتصدي لكل الحوادث الطارئة.
ومن هنا نطلقها صيحة إلى العالم الإسلامي:
بالإسلام وحده فقط أيها المسلمون تُعزون ..
 بالإسلام وحده تعيشون العيش الكريم ..
بالخلافة وبالخلافة وحدها تنتصرون...
إن المسجد الأقصى يستنصركم: من كان يحب الأقصى فعليه بأنظمة الطواغيت فليقتلعها حتى يقيم الخلافة منقذة الأقصى.
وحينها يرتد الكفر على أدباره وترتعد فرائصه وتصبحون أسياد العالم، عندما تتحكم الأمة بمقدراتها وتوجهها فورًا ضد النفوذ الاستعماري الاقتصادي والفكري والسياسي والعسكري، فيصح جسد الأمة وتعود الخلافة لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وليأخذ دين الله مكانه ظاهراً على الأديان كلها وتأخذ الأمة مكانتها كخير الأمم. وذلك والله هو الفوز العظيم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)
27-1-2011