الجزيرة نت: قال الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس إن العنف ليس حلا للوضع الحالي في مصر، وإن الإصلاحات السياسية "ضرورية بشكل مطلق" من أجل خير مصر على الأمد البعيد، مما يكثف الضغوط على الرئيس المصري حسني مبارك لإجراء تغييرات.
وأضاف أوباما -في أول تعليق على الاضطرابات بمصر- أن الرئيس حسني مبارك حليف داعم لواشنطن ومتعاون جدا في سلسلة من القضايا الصعبة، لكنه قال إنه دعاه عدة مرات إلى إجراء إصلاح سياسي واقتصادي من أجل مصلحة مصر على المدى البعيد.
جاءت تعليقات أوباما في حين يحاول البيت الأبيض التعامل مع موجة من الاضطرابات السياسية من تونس إلى مصر إلى لبنان يبدو أنها فاجأت الإدارة الأميركية، ويكافح لاتخاذ موقف فعال من الأحداث التي تهدد نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
******
إن الحوادث المتأججة في البلدان الإسلامية لا سيما العربية منها، تحظى باهتمام بالغ من القوى الغربية الاستعمارية، وما يجري في القاهرة وتونس وصنعاء وبيروت وغيرها محل متابعة شديدة من واشنطن ولندن وباريس، حتى أن رؤساء تلك الدول خرجوا على وسائل الإعلام ليعلقوا على الأحداث ويوجهوا الحكومات في وقت أخنس فيه الحكام الطواغيت في تلك البلدان والتزموا جحورهم، في صورة تكشف حقيقة الحكام الحقيقيين لهذه الانظمة.
إن على الأمة الإسلامية، وعلى الشعوب الثائرة في وجه الطغيان أن تدرك أن هذه الأنظمة المتجبرة هي أداة ذلك الاستعمار المختبئ خلف المحيطات، وأن هذه الأنظمة المستبدة هي ثمرة مرة من تحكّم تلك القوى الغربية الاستعمارية في بلاد المسلمين، فليحذر المسلمون من الركون إلى أية جهة استعمارية أياً كان لونها، ولا يستأنسوا بها.
إن تصريحات أوباما آنفة الذكر تؤكد على حقائق هامة منها:
1.       إن أمريكا تسعى لترقيع هذه الأنظمة، وتحاول إطالة عمرها، وهي تخشى كما عبّرت وزيرة خارجيتها كلينتون من وصول "الاسلاميين" لسدة الحكم، لذا فهي تدعو أتباعها لإدخال إصلاحات على الحياة السياسية والاقتصادية وإلى التخفيف من وطأة القمع التي يسطو بها الحكام على رقاب الناس.
2.       كما تؤكد تصريحات اوباما ما بات واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، وهو ارتباط الحكام وتبعيتهم السياسية لأمريكا والاتحاد الأوروبي، وقيامهم بتنفيذ الاجندات الأمريكية وخدمة المصالح الغربية، وهو ما يفسر وصف أوباما لمبارك بأنه "حليف داعم لواشنطن ومتعاون جدا"!! .
3.       إن اهتمام أمريكا بما يسمى بحقوق الإنسان وحرية التعبير وأضرابها، ما هو إلا غطاء لدوام استمرار تدخلها في البلدان العربية، وإلا فهي كانت ترعى تلك الأنظمة وتمدها بأساليب البطش وادوات التعذيب طوال العقود المنصرمة، وان جلّ اهتمام امريكا في المنطقة هو نفوذها، وبالتالي لا بد أن يكون في أذهان الشعوب الثائرة ونصب أعينها، كنس النفوذ الاستعماري.
 
إن ما تشهده البلاد العربية، يؤكد أن الأمة طوال هذه السنين كانت كالقدر على النار، وأنها كانت تزداد سخونة عاماً بعد عام حتى اذا وصلت إلى درجة الغليان تشكلت كقوة ضاغطة وتحركت مزمجرة لاقتلاع أنظمة الطواغيت وإقامة سلطانها وتحكيم شريعة ربها.
إن ما تشهده البلاد العربية هو مخاض ميلاد جديد، فليكن ميلاد الدولة الإسلامية وعودة الخلافة أيها المسلمون، واحذروا من ان تضيع تضحياتكم وجهودكم سدى، والله معكم ولن يتركم اعمالكم.
 
28-1-2011