قال العميد نمر العايدي المفوض السياسي للمخابرات العامة في محاضرة له استهدفت كافة أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية حول نظام الحكم في الإسلام "فالإسلام دين ودولة ونظام حكم لكل أمور الحياة". كما نقلت وكالة معا
وأكد العميد على أن الحركات الإسلامية لا تملك برنامج حكم وكل ما تملكه هو خطاب ديني وتاريخي ... كما أشار إلى المفاهيم المغلوطة لدى هذه الحركات فطالما تناحرت هذه الحركات فيما بينها على علاقة المسلم مع المسلم أو علاقاتها مع الآخر والذي يخالفه في الرأي ففي معتقداتهم أنهم أصحاب القداسة وما سواهم خارج عن الملة أو من أهل الذمة.
ودعا العميد أبناء المؤسسة الأمنية إلى فرض حالة الاستقرار والأمان والنظام لأن هناك أطراف متربصة تسعى إلى نشر ما أسماه "حالة الفوضى لاستغلالها للوصول إلى مآربهم الضيقة في الضفة الغربية".
 
*****
لقد نطق العميد بكلام حق أراد به باطل، فهو أقر بأن الإسلام دين ودولة ونظام حكم لكل أمور الحياة، ولكنه اتهم الحركات الإسلامية بأنها لا تملك برنامج حكم، وحق لنا أن نسأل هل السلطة التي يمثلها تحكم بالإسلام!؟ أم أنها كما يعلم القاصي والداني تطبق أنظمة الكفر المستمدة من التشريعات الغربية واليهودية.
أما اتهامه للحركات الإسلامية بأنها لا تملك برنامج حكم فمردود عليه فحزب التحرير وضع منهجا واضحا مستمدا من كتاب الله وسنة رسوله لإقامة دولة الإسلام، وكذلك وضع منذ ستينيات القرن الماضي دستورا إسلاميا مستنبطا من الأدلة الشرعية ليوضع موضع التطبيق حال قيام الخلافة، وأقواله هذه محض تضليل.
أما استنساخ الحالة التي وصلت إليها فتح وحماس من اقتتال وانقسام وتطبيقها على الحركات الإسلامية فهذا بهت وافتراء، والأنكى من ذلك أنه يكذب على أفراد الأجهزة الأمنية ويضللهم من خلال اتهام الحركات الإسلامية بأنها تكفر المسلمين الذين لا ينتمون لها وهذا يوضح أسئلة المحققين لشباب حزب التحرير عند اعتقالهم "لماذا تكفروننا؟"، والمفاجئة تظهر على وجوه المحققين حينما يقول شاب حزب التحرير نحن لا نكفركم ولكننا ننكر على السلطة بيع فلسطين لليهود وننكر عليها وعليكم البطش بأهل فلسطين.
 فأقوال العميد تصب في إيجاد الحقد عند أفراد الأجهزة على أبناء الحركات الإسلامية من حزب التحرير وغيره حتى يحضروا للبطش بهذه الحركات حينما تنكر أعمال السلطة الهمجية وتنازلاتها المخزية عن أرض فلسطين لصالح اليهود، وهذا هو المراد من المحاضرة، فقد ختم العميد محاضرته بتحريض الحضور على إخوانهم في فلسطين حينما قال هناك أطراف متربصة تسعى إلى نشر ما أسماه "حالة الفوضى لاستغلالها للوصول إلى مآربهم الضيقة في الضفة الغربية".
19/1/2011