أوردت وكالة معا قول السفير الأمريكي السابق في عدد من الدول العربية مارك هامبلي قبيل لقائه مع رئيس الوزراء في حكومة غزة إسماعيل هنية: "كان لدينا نفس الوضع مع منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية الأخرى لمدة 10 سنوات تقريبا قبل أن نبدأ إجراء محادثات سرية جدا معها، محادثات هادئة جدا عند مستويات منخفضة، ثم تزداد تدريجيا إلى المستويات العليا، وأتوقع تماما نفس الموقف مع حماس في المستقبل".
وأعرب السفير عن اعتقاده أنه لن يكون هناك سلام ما لم يتم تضمين حركة حماس في هذه العملية، مشيرا إلى تحسن مواقف حماس في الفترة الأخيرة.
إن أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين عملت منذ عشرات السنين على تطويع حكام الضرار في العالم الإسلامي والأحزاب والحركات ومؤسسات "المجتمع المدني" من أجل القبول بكيان يهود ككيان طبيعي في المنطقة مقابل تسويات سياسية تتضمن التنازل عن ثمانين في المئة من أرض فلسطين لليهود مقابل كيان هزيل للفلسطينيين على أقل من عشرين في المئة من أرض فلسطين وسمت ذلك بمشروع حل الدولتين.
واستعملت الإدارات الأمريكية المتعاقبة رجالاتها من السياسيين السابقين والبرلمانيين وبعض المؤسسات الإنسانية في عملية التطويع قبل أن تنتقل إلى اللقاءات السرية مع المسئولين الرسميين ثم اللقاءات الرسمية العلنية، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه مع كافة دول العالم الإسلامي ومع الأحزاب والحركات وفي مقدمة هؤلاء مصر والأردن وسوريا ومنظمة التحرير التي وقعت الاتفاقيات المذلة والمخزية مع كيان يهود.
وها هي أمريكا تستخدم كارتر وبرلمانيين وغيرهم من دهاقنة السياسة الأمريكية في عملية تدريجية طويلة لتطويع حكومة غزة ورجالاتها، وضمن هذا السياق تأتي زيارة السفير مارك هامبلي إلى قطاع غزة، وهو لا يخفي أهداف أمريكا بل يقول بشكل واضح "كان لدينا نفس الوضع مع منظمة التحرير الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية الأخرى لمدة 10 سنوات تقريبا قبل أن نبدأ إجراء محادثات سرية جدا معها، محادثات هادئة جدا عند مستويات منخفضة، ثم تزداد تدريجيا إلى المستويات العليا، وأتوقع تماما نفس الموقف مع حماس في المستقبل".
وهو يقول علانية بضم حماس إلى مشرع التسوية، ويشجعه على ذلك كما قال "تحسن مواقف حماس في الفترة الأخيرة" وهو بهذا يشير إلى تصريحات هنية المتعلقة بقبول حماس بدولة فلسطينية على حدود 67 وقبول حماس بنتائج استفتاء على تسوية تعقدها سلطة غزة ولو كانت مخالفة لقناعات ومبادئ الحركة.
إن جلوس هنية وغيره من قادة الفصائل مع هذا الذئب الأمريكي في الوقت الذي يعلن توقفه عن مطالبة كيان يهود بوقف الاستيطان وفي الوقت الذي أيادي جنوده تقطر بدماء المسلمين في العراق وأفغانستان، هو سير على خطى منظمة التحرير وحكام الضرار الذين قبلوا بإملاءات الذئب الأمريكي وهو أمر يحرمه الإسلام لقوله تعالى"إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
8/12/2010