أوعز المستشار القضائي للحكومة "الإسرائيلية" الخميس 18-11-2010 لبلدية الاحتلال بالقدس المحتلة بهدم مئات المنازل الفلسطينية في المدينة في إطار مخطط شامل لتهويد المدينة.
 
وقالت صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" إن مخططاً يهدف إلى هدم مئات منازل المقدسيين ناقشه المستشار القضائي لحكومة الاحتلال وطالب البلدية بتنفيذ المخطط عبر المباشرة بهدم منازل مقدسية تقع في أحياء بلدة سلوان منها بطن الهوى والبستان وغيرها وكلها محاذية للمسجد الأقصى المبارك.
 
*****
وللتعليق على هذا الخبر نذكر الامور التالية:
1.       إن كيان يهود الإجرامي سادر في غيه ومستمر في تهويد مدينة القدس منذ أن أحتلها إلى يومنا هذا، ولن يوقف هذا العبث والإفساد سوى أن تتحرك جيوش المسلمين لتلقنه درساً ينسيه وساوس الشيطان ويشرد به من خلفه من الكافرين المستعمرين.
أما هرطقات المفاوضات فلم تحمِ بيتاً من الهدم ولا شبراً من الأرض من أن يصادر ولا مسجداً من الحفر أسفله وتقويض أساساته، بل إن المفاوضات كانت طوال 18 عاماً غطاءً للنمو الاستيطاني وتهويد المدينة.
 
2.       إن انشغال السلطة والحكام وتضليلهم بمحاولتهم إدراج القدس الشرقية ضمن مبادرة تجميد الاستيطان لمدة 90 يوماً هو محض خداع وتضليل، فالاستيطان في فترة التجميد أو عدمها لم يتوقف لا في الضفة ولا في القدس، كما أن هذه المبادرة لا تتناول موضوع هدم المنازل وتدميرها في القدس وضواحيها، ولا تتعرض لمصادرة الاراضي ولا لسحب هويات المقدسيين ولا للحفريات التي تقوض أساسات المسجد الأقصى، مما يدل على أن الموضوع هو موضوع إعلامي ومحاولة تسجيل نقاط وهمية لتبرير عودة السلطة إلى المفاوضات.
 
3.       إن تقسيم القدس إلى شرقية وغربية هو تفريط بالأرض المباركة، فالقدس لا شرقية ولا غربية بل هي أرض واحدة وهي جزء من أرض فلسطين والتي هي جزء من بلاد الشام والتي هي جزء مهم من بلاد المسلمين، وكل تعاطي مع هذا التقسيم والتسليم به هو تكريس لهيمنة الاحتلال واعتراف بشرعيته على الجزء الغربي من المدينة المباركة.
 
4.       سواء نفذ هذا القرار ام تم إرجاؤه إلى حين سنوح الفرصة لذلك، فهذا القرار يدل على نمط تفكير وتعامل هذا الكيان اليهودي الغاصب، والذي يزداد علواً واستكباراً ويعيث في الأرض الفساد، والذي كلما لاقى انبطاحاً من الطرف الآخر كلما أوغل في جرائمه ومطالبه المذلة.
 
إن القدس تئن منذ أكثر من ستين عاماً، وهي كلما تجرأ عليها كيان يهود وأزداد إفساداً وهدماً وتدميراً كلما أزداد أنينها، وإن تخاذل الحكام والسلطة وسكوتهم المطبق تجاه هذه الجرائم جعلها تبدو كأمر طبيعي لا تثور لها الرجال ولا تتحرك لأجلها الجحافل مع ان كثيراً من تلك الجرائم يهتز لها عرش السماء!
 
فإلى متى تبقى القدس وفلسطين تئن من جرائم الكافرين المستعمرين وتخاذل المنبطحين دون أن تتحرك لنصرتها جيوش المسلمين؟!
 
19-11-2010م