في مقال له بعنوان: يا زعماء العرب والمسلمين غزة تناديكم لفك الحصار، طالب د. أحمد يوسف وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس القادة العرب والمسلمين بزيارة غزة لفك حصارها.
 
وقال يوسف "لا شك أننا بانتظار زعماء عرب ومسلمين لهم خصوصيتهم المميزة في السياسة الإقليمية والدولية، مثل: العقيد القذافي... ، والسيد رجب طيب أردوغان ...، وكذلك الرئيس أحمدي نجاد...، إضافة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة...،ولخادم الحرمين الشريفين... وسمو أمير قطر حمد بن خليفة. لهؤلاء الزعماء والقادة نرفع نداء أهلنا في غزة: إننا بانتظاركم.. لقد كنتم وما زلتم عناوين كبيرة لهذه الأمة العربية والإسلامية....إن كتب التاريخ ستفتح صفحاتها لمن يأتي أولاً، ويكسر بخطوته متاريس الحصار، ويعانق أهل غزة. فمن يأتي اولاً! الزعيم الليبي، أم السيد رجب طيب أردوغان، أم احمدي نجاد؟ أم يفاجئنا أمير قطر بزيارة خاطفة..؟ من يأتي أولاً، يبقى في قلب شعبنا الأول، ويتصدر – بلا منازع - عناوين التاريخ وصفحات أمجاده."
*****
إن من حقائق السياسة أن حكام العرب قاطبة قد خذلوا فلسطين كاملة قبل أن يخذلوا غزة، وأنهم كانوا سبباً في تضييع فلسطين وركناً في إقامة وحماية الكيان اليهودي الغاصب، ولعل مراسلات حسين-مكماهون ومسرحيات عام 1948 و1967 التي شهدها أهل فلسطين بأم الأعين، شاهد متواضع من كم هائل من الشواهد والادلة على ذلك.
إن الحكام الذين يعوّل السيد يوسف على زيارتهم لغزة، هم من أحكَم الحصار على غزة وتواطئ مع القوى الغربية الاستعمارية وكيان يهود في ذلك، من حاكم مصر إلى حاكم الاردن إلى سوريا فإيران و...سواء أكانوا من معسكر الموالاة المنبطح أو من معسكر الممانعة الكاذب.
إن غزة تئن من الاحتلال قبل الحصار، ولا زال سماؤها وبحرها وبرها مرتعاً لعبث الكيان اليهودي قصفاً وتدميراً واغتيالات.
إننا نذكّر السيد يوسف بأن ثمن المشاركة والدخول في السلطة واللعبة السياسية الدولية التي تمسك بزمامها القوى الغربية الاستعمارية هو الاعتراف بشرعية هذه الأنظمة القمعية التي لم ترقب في مسلم إلاً ولا ذمة، والتعويل عليها واعتبارها محلاً للرجاء والتطلعات من بعد ما تركتها الأمة خلفها منذ عقود، ومحاولة ترميم وتجميل صورتها القبيحة التي اهترأت، والرضا منها بما تسمح به القوى الاستعمارية من زيارات وفود وسفن إغاثة ودعم مالي وعدم مطالبتها وجيوشها بالواجب الملقى على عاتقها من وجوب تحرير فلسطين كاملة غير منقوصة لا مجرد زيارتها وهي لا زالت محتلة!
إن التاريخ سيسجل تآمر هؤلاء الحكام على فلسطين وتقديمهم لها للكيان اليهودي الغاصب لقمة سائغة، وسيسجل التاريخ في صفحاته السوداء القاتمة حراستهم لحدود هذا الكيان المحتل وتطبيعهم للعلاقات التجارية والدبلوماسية مع من اغتصب واحتل أرض الإسراء والمعراج، وسيسجل التاريخ تآمر هؤلاء الحكام المستمر على حصار غزة وعدم نصرتهم لأهلها وقد شاهدوا أطفالها الرضع وشيوخها ونسائها تلتهمهم نيران حرب ضروس.
فالتاريخ يسجل الحقائق لا المغالطات أو الأوهام، ويسجل الوقائع الجليّة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
فهل خفيت تلك الحقائق عن السيد يوسف حتى يطالب هؤلاء الأغيار بزيارة غزة ويعدّهم عناوين كبيرة للأمة أم أنه يعزف على أوتار تلك الأنظمة لحناً يطيب لها سماعه؟!
18-11-2010م