قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون القدس احمد قريع "إن الموقف الوطني الثابت يتطلب وضع القدس على طاولة المفاوضات أولا وقبل أية قضية أخرى، ووقف الاستيطان والانتهاكات الجائرة التي تقوم بها إسرائيل". وتساءل قريع هل أن توقيت الدعوة الأمريكية للمفاوضات المباشرة في الذكرى المشئومة لحرق المسجد الأقصى ومحاولة هدمه هو مصادفة مشئومة غير موفقة ؟ أم هي مقصودة ؟؟!!
ودعا قريع إلى عقد قمة إسلامية وعربية على غرار القمة الإسلامية التي عقدت في الرباط قبل أكثر من أربعين عاما، لحماية الأقصى والترفع عن البيانات والانتقال إلى الفعل الجاد والحازم لحماية القدس مدينة وشعبا ومقدسات، لان الأقصى في خطر محقق والقدس على شفا الضياع.
 
وللتعليق على هذا الخبر نتناوله من زوايا ثلاث:
 
أولاً: لقد بات منطق قادة المنظمة وأزلام السلطة خرافي وبعيد كل البعد عن أي منطق عقلاني ولا يمكن أن يفسر إلا بالمنطق التآمري، ففي الوقت الذي يتحدث فيه هؤلاء عما تتعرض له المدينة المقدسة والمسجد الأقصى من أخطار على يد عدو غاصب، تراهم يطرحون ويرون في وضع ملف القدس على طاولة المفاوضات مع هذا العدو سبيلاً لإنقاذ القدس وحمايتها!!!
وكأن المفاوضات ترد اعتداء المعتدين وتحمي البيضة وتصون القدس وتثبت أركان المسجد الأقصى المتهاوي!!! أوليس نهج التفاوض والتفريط بالأرض والحقوق هو من قاد إلى تجرأ كيان يهود على مقدسات المسلمين فبات يقرضها قرضاً؟!! أوليس التفاوض مع كيان يهود هو من أضفى الصبغة الشرعية على احتلاله لفلسطين المحتلة عام 48 ومنها القدس الغربية؟!!
لكن يبدو أن لفظ التحرير ومفهومه بات غريباً أو أعجمياً على قادة منظمة "التحرير!"، فما عاد أحد منهم ينبس ببنت شفة عن وجوب تحرير الأرض المباركة كاملة غير منقوصة، وكل تطلعاتهم أن توضع القدس على طاولة التفاوض!!!
ثانياً: أوليس الحديث عن توقيت الدعوة الأمريكية للمفاوضات المباشرة مع ذكرى حرق المسجد الأقصى مع قبول تلك الدعوة هو سخافة سياسية؟! فهل قدمت السلطة أو المنظمة على أقل تقدير استفساراً عن هذا التوقيت لدى السيد الأمريكي "المبجل" أم أنها كانت طوع بنانه؟!
 
ثالثاً: ثم ما هذا الإفلاس السياسي الذي يعتري المنظمة وقادتها مما جعلهم يدعون إلى عقد قمة "إسلامية" على غرار قمة الرباط "لإنقاذ" القدس في الوقت الذي يطالبون فيه إلى الانتقال إلى الفعل الجاد والترفع عن البيانات؟!! فهل كانت القمم سوى جعجعات إعلامية ومجرد بيانات فارغة المضمون؟!!
نعم إن الخطر محدق بالقدس والمسجد الأقصى وليس ذلك غريباً في ظل تخاذل الحكام والأنظمة عن نصرتها، كما أنه ما عاد يخفى أن السلطة والمنظمة باتتا جزءً من هذا الخطر، فمن ذا الذي أقر تقسيم القدس إلى شرقية وغربية؟ ومن ذا الذي رضي أن تكون مقدسات المسلمين وثرى فلسطين الذي ارتوى بدماء الصحابة الكرام على طاولة التفاوض المذلة؟ ومن ذا الذي حكّم أعداء الأمة من أمريكان وأوروبيين بقضاياها وجعلهم مانحين ووسطاء وهم أعداء؟! سوى المنظمة والسلطة.
إن القدس وفلسطين يا قريع محتلة لا تحتاج سوى التحرير، وهي تفتقر لجيش عرمرم يقوده خليفة راشد ليحررها ويعيدها عزيزة منيعة في كنف الإسلام وأهله، ولا تحتاج لجيش من المفاوضين. ولكن أنى لمن ضاق أفقه فلم يعد يرى غير المفاوضات الذليلة المخالفة لشرع الله أن يسعى لتحرير هذه الأرض المباركة وتطهيرها من رجس يهود شركاؤه في السلام؟! أو أن يخلصها من كيد أمريكا ولية أمره ونعمته؟!
لا شك أن مهمة تحرير فلسطين مهمة جليلة ولن يضطلع بها إلا جند الخلافة القادمون قريباً بإذن الله والذين سيقتلعون كيان يهود من فلسطين بدل أن يفاوضوه وسيلقنون كل من ساهم في تقويته ودعمه درساً لن ينسوه، وإن غداً لناظره قريب.
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)
22-8-2010م