تناقلت وسائل الإعلام انتقادات رئيس حكومة غزة، إسماعيل هنية، لموافقة السلطة الفلسطينية على الذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع الاحتلال واعتبر "أنها سياسة فاشلة لن يُكتب لها النجاح"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يثق بنصر الله الذي سيكون حليفاً للفلسطينيين. وشدد هنية على أن الشعب الفلسطيني أصبح أملاً تقتدي به الأمة العربية والإسلامية، وتنظر إليه على أنه المستقبل وعزة الإسلام، نتيجة صبره سنوات صعبة من الحصار والكيد والمؤامرات.
***
لا شك أن المفاوضات هي سياسة فاشلة من الناحية الواقعية، ولكنها قبل ذلك وبعده نهج خياني يتصادم مع عقيدة الأمة الجهادية ومع أحكامها القاضية بحرمة تمكين الكافر من بلاد المسلمين. والموقف منها هو شرعي تحدده نصوص الوحي، وليس إداريا تحدده معادلة النجاح والفشل. وهو موقف ثابت لن يتغير حتى ولو امتلكت "فصائل المقاومة" "أوراق قوة" لممارسة مفاوضات ناجحة من أجل تسوية نهائية كما يُفهم من تصريحات بعض قادة الفصائل أحيانا.
وإن أمل الأمة هو في استجابة جيوش المسلمين للتحرك من أجل القضاء على هذا الكيان المسخ ومسحه، ومثل هذا المستقبل المشرق منوط بعودة دولة الخلافة إلى الوجود، التي هي الوحيدة القادرة على تحقيق التحرير الحقيقي. والأمة الإسلامية يجب أن تثق بنصر الله، الذي وعد الصالحين بالاستخلاف في الأرض، وهو نصر للأمة الإسلامية لا "للفلسطينيين" وحدهم.
إن التصريحات السياسية التي تنتقي العبارات المقبولة إعلاميا لا تسهم في إذكاء نار المفاصلة بين نهج المفرطين ونهج المقاومين، ولذلك حري بمن يعتبر أنه يحمل شعارا إسلاميا أن تكون تصريحاته من جنس شعاره، وأن يكون سافرا في طرح الحل الجذري للقضية الفلسطينية، لا أن يردد عبارات ممجوجة، لو تم حذف اسم قائلها من السياق لم يدرك المتابع حينها من أي فصيل هو، بل ربما لم يدرك ما الشعار الذي يرفعه صاحب تلك التصريحات !
23/8/2010