مرة أخرى تسعى السلطة لتسجل خرقاً يدّون لها في كتاب جينس للأرقام القياسية والذي أصبح ملهم السلطة وحلم حكومتها، لكنه هذه المرة يتعدى أطباق المسخن أو الكنافة أو صناعة الكوفية ليصل إلى تضييع فلسطين أو ما تبقى منها في وقت قياسي، فـ عباس يصرّح بأن حل القضية لا يحتاج لأكثر من أسبوع إن صدقت النوايا "الإسرائيلية" واقتنعت حكومة نتنياهو بضرورة السلام، كما علّق عباس تقدم المفاوضات غير المباشرة على حكومة نتنياهو بقوله (نأمل في إحراز تقدم، وهذا رهن "بإسرائيل").
 
إن هذا التصريح ليدل على مدى استخفاف قادة السلطة بقضية فلسطين ومدى تساهلهم وتفريطهم بحقوق أهلها وبمقدساتهم، فهل تضييع فلسطين لا يستغرق مع عباس سوى أيام سبعة؟! ربما يزعم مروجو الخبر أو المستميتون في الدفاع عن السلطة أن هذه التصريحات تؤكد جدية السلطة في المفاوضات وتحرج كيان يهود، فهل يكون إحراج كيان يهود بالتفريط بالأرض والمقدسات؟!! هل يكون إحراج يهود بتقديم تنازلات فاجأت ميتشل نفسه؟!! ثم أليس وقف إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة على يهود وجعله رهن "إسرائيل" فيه إشارة واضحة أن الطرف الفلسطيني لم يكن في يوم من الأيام عقبة في طريق التفريط بفلسطين والمسمى بعملية السلام وطريقها المفاوضات بكافة أشكالها؟!!
 
إن السلطة تدرك، و يدرك عباس على وجه الخصوص، بما له من سوابق مخزية في التفاوض مع يهود، أن يهود لا يقدمون شيئاً ولو قدم لهم الطرف الآخر كل شيء، ومن ثم أليس من التضليل التذرع بأن حكومة نتنياهو هي من تعطل تحقيق السلام المخزي؟! فإذا كان تحقيق هذا الجرم لا يحتاج سوى أسبوع فأين أسابيع بل أشهر الود والأحضان الدافئة والقبلات الحارة بين عباس وعريقات وقريع وكل من أولمرت وليفني وباراك؟!! فهل نتنياهو وحده هو حجر عثرة أم أن كيان يهود على اختلاف قادته وأحزابه الحاكمة يسخّر السلطة لخدمته بدون أي مقابل ولو كان نقيراً؟!!
 
إن مثل السلطة الأعلى هم حكام دول الضرار ولاسيما دول الطوق الذين فرّطوا بفلسطين في حروب مسرحية في أيام ستة، فإذا كان تضييع فلسطين لم يستغرق سوى أيام ستة لدى هؤلاء فلا غرو أن تفرط السلطة بـ4% من أراض الضفة وبحق العودة والمقدسات والمياه في أيام سبعة!! ساء مثلاً القوم الذي خانوا الله ورسوله والمؤمنين!
 
إن الأولى بالأمة وجيوشها في ظل هذا التهافت المذل والانبطاح المعيب للحكام أن تتحرك عاجلاً لتطيح بعروش الطغيان وتقضي على كيان يهود في ساعات ست أو سبع في رد عملي على تصريحات هؤلاء "الأغيار" الذين بلغوا من التآمر على الأمة والتفريط بقضاياها كل مبلغ، فهل من رجل رشيد يستعيد كرامة الأمة المسلوبة فيحرر أرضها ويطهر مقدساتها ويلقن هؤلاء العبيد من حكام دول الضرار دروساً في العزة والكرامة؟
 
27-5-2010