
ومن شأن مثل هذه الأرجوحة التي سيتأرجح عليها قادة السلطة حتى الدوران أن تسكت الأصوات المزعجة التي تتكرر على مسامع إدارة أوباما من أنها لم تحقق إنجازات تُذكر وأنها كذبت في كل وعودها، فتبدو صورتها في وضع أفضل ويصير للعملاء صوت أعلى أمام شعوبهم.
ويبدو أن أميركا كانت متعجلة في بدء هذه المفاوضات إلى درجة عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب قبل القمة بحوالي شهر وذلك لإعطاء غطاء عربي لعباس لبدء هذه المفاوضات مع أن مثل هذه القرارات يُفترض أن تُترك للقمة حتى يجد الرؤساء (البهلوانات) ما يتحدثون فيه أو يقرروه (تلبية للأوامر) ..
وهكذا تريد أميركا أن تمتص شيئاً من غضب الشعوب الإسلامية التي ترى وتسمع كل يوم وكل ساعة عن جرائم اليهود في الأرض المقدسة، لأنها تحسب حساباً لهذه الشعوب التي يمكن أن تصل في مرحلة معينة إلى الخروج عن سيطرة الحكام العملاء وقلب الأوضاع رأساً على عقب، فأميركا تقيس الرأي العام الإسلامي والعربي وتتخذ من الخطوات ما يمنع تحوّل هذا الرأي العام إلى قوة تغيّر الأوضاع.
فالمفاوضات سواء المباشرة أو غير المباشرة لم ولن تحقق شيئاً يُذكر سوى إعطاء المزيد من التنازلات والخدمات لكيان يهود السرطاني المجرم، وحتى لو أنجزت ما تتطلع إليه السلطة فإن هذا الإنجاز ما هو إلا كيان هزيل للسلطة على جزء من أرض فلسطين مقابل التنازل عن معظم فلسطين ليهود.
أيها المسلمون في فلسطين:
إن الله رضي لكم أن تسكنوا هذه الأرض المقدسة لتكونوا أمناء عليها، فكونوا على قدر هذه الأمانة التي شرفكم بها الله تعالى وأدوا حقها، تمسكّوا بأرض الإسراء والمعراج والفظوا كل خائن يتلاعب بأرض مقدسة لصالح المستعمرين الكفار.
9-3-2010م