نقلت وكالة معا خبراً حول زيارة وفد برلماني بريطاني لقطاع غزة، حيث سيمكث هذا الوفد مدة ثلاثة أيام، وستشمل الزيارة عددا من البرامج وعدةزيارات للمستشفيات والمدارس والمناطق المتضررة للاطلاع عن كثب على أوضاعومعاناة الشعب الفلسطيني.
*****
يبدو أن القوى الغربية الاستعمارية بما فيها بريطانيا تجيد اللعب على الحبال المتعددة، فهي تؤيد جرائم يهود وتبرر مجازرهم وتسعى عبر رئيس وزرائها لإسقاط التهم بل وتغيير القوانين لعدم المساس بوزيرة خارجية كيان يهود السابقة صاحبة سجل الإجرام بحق أهل غزة (ليفني)، في هذا الوقت يأتي وفد برلماني بريطاني ليطمئن على أوضاع أهل غزة المساكين!!.... فيا للمفارقة ويا للعجب العجاب.
إن من السذاجة اعتبار هذه الزيارات وخاصة التي تتم من قبل البرلمانيين الأوروبيين أو الأمريكيين، والتي باتت مشهداً متكرراً في قطاع غزة، زيارات إنسانية بريئة تخلو من المخططات الغربية ومن المكر والدهاء والمتابعة والملاحقة.
إن هذه الزيارات والتي تلاقي قبولاً وترحيباً من حكومة حماس باتت تشكل جسراً طبيعياً يصل الغرب بحماس ويسعى من خلالها للإيقاع بها في شراكه كما جرّ أقدامها للمنافسة على كرسي هزيل تحت حكم الاحتلال من قبل، بل وجعلها أحد أقطاب وأطراف هذه السلطة القاصرة والمتخاذلة.
وهذه الزيارات كذلك لا تخلو –غالباً- من اللقاءات السياسية التي دائماً ما تؤكد على ضرورة اللجوء للقرارات الدولية بشأن قضية فلسطين كما أنها لا تغفل ما تسميه -حق يهود- في كيان آمن، وما هو سوى كيان مغتصب.
إن بريطانيا هي من أنجبت كيان يهود ورعته في طفولته، ومن ثم انتقلت ولاية هذا الكيان لأمريكا، لذا فبريطانيا التي اقترفت بحق المسلمين أبشع الجرائم وليس  دونها هدم الخلافة التي يصادف الثالث من آذار الذكرى السادسة والثمانين لهدمها وفق التأريخ الميلادي، هي كاذبة في كل دعاويها الإنسانية فهي عدوة للإسلام والمسلمين.
لذا على أهل فلسطين أن يدركوا مخاطر هذه الوفود البرلمانية وألاعيبها السياسية وأن يكونوا على وعي وبصيرة، ولا ينخدعوا ببعض المكياج الذي يغطي تحته وجهاً إجرامياً متآمراً بل حاقداً على الإسلام وأهله، فلا تخدعهم الأسماء والألقاب، فلا الدول "المانحة" ولا "المتبرعون" أو الداعمون الاقتصاديون حقيقة وإنما هي حجاب يواري تحته المعاني المضادة . وعلى أهل فلسطين كذلك أن لا يتعلقوا بحبائل أوروبا وأمريكيا وأن يدركوا أنهم هم العدو فيجب الحذر منهم لا الركون إليهم.
(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)
8-3-2010