aqsss28092022

اقتحم مستوطنون وقوات كبيرة تابعة لجيش الاحتلال الاثنين، المسجد الأقصى المبارك بالتزامن مع وجود كثيف لتلك القوات خارج المسجد وعلى مداخل مدينة القدس المحتلة.
وبمناسبة عيد رأس السنة العبرية، كثفت المنظمات والجماعات اليهودية المتطرفة دعواتها لتنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى المبارك اليوم، بالتزامن مع موسم الأعياد اليهودية، وذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، آية من كتاب الله، كانت أولى كلمات خطيب الأقصى يوم هزم المسلمون بقيادة القائد المظفر صلاح الدين الأيوبي الصليبيين، ودحروهم عن بيت المقدس وطهروا المسجد الأقصى من دنسهم، بعد احتلال طال أكثر من 90 عاماً كان فيها إسطبلاً للخيل وحظيرة للبهائم!
لقد تمادى يهود في عدوانهم وإفسادهم في الأرض المباركة فلسطين عامة، والمسجد الأقصى خاصة، حتى باتت تلك الاعتداءات تتكرر بشكل يومي، وها هم يتهددون ويتوعدون بشن اقتحامات كبيرة وممتدة خلال الأيام القادمة للمسجد الأقصى من 26 أيلول/سبتمبر الجاري وحتى 17 تشرين الأول/أكتوبر القادم، تثبيتاً لمشروع التقسيم الزماني والمكاني، دون أن يجدوا من يردعهم أو يمنعهم، في ظل حالة الاستخذاء والاستجداء من سلطة التنسيق الأمني، والتي رأيناها بصورة واضحة في خطاب عباس يوم السبت الماضي 24/9/2022 أمام الأمم المتحدة، وفي ظل تسابق الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين للتطبيع مع كيان يهود، وفي المقابل تحافظ أنظمة ما يسمى بمحور المقاومة على سياسة ضبط النفس، والاكتفاء بالتحذير من انفجار الوضع، والتهديد بعدم السكوت والوقوف مكتوفة الأيدي في حال تعرض الأقصى لأي اعتداء!
والسؤال: ما هي درجة الاعتداء ومستوى الخطورة والتهديد الذي قد يصيب الأقصى حتى يجعل من قوى الأمة الحية وجيوشها تتحرك لتوقف يهود عند حدهم فتقطع دابرهم، وتقضي على وجودهم وتمنع شرورهم؟! فإذا لم تكن في هذا الوقت فمتى؟!
لقد شهدنا تحركات كثيرة ومناشدات كثيرة من هيئات وجهات عدة، ومن علماء ومفكرين وسياسيين ومثقفين، لكنها لم ترقَ لتكون على مستوى إجرام يهود، ولم تكن لتعبر عن إرادة الأمة وما تحمله من تقدير للمسجد الأقصى بوصفه جزءاً من عقيدتها، بل إنها طروحات تفتقد للوعي السياسي والانضباط الشرعي، وإلا كيف يمكن أن تفهم تلك المناشدات للأمم المتحدة والقوى الاستعمارية الغربية لنصرة فلسطين بينما هي التي مكنت يهود من الأرض المباركة وزرعت كيانهم فيها؟! ثم كيف يمكن الركون إلى تلك الأنظمة العميلة الخائنة في بلادنا باعتبارهم جزءاً من مشروع التحرير بينما هم من يحاصرون أهل فلسطين ويتآمرون على قضية فلسطين، ويحمون يهود ويطبعون معهم؟! ثم كيف يمكن أن ندرك مشروع التحرير، ونثق بمن يعمل له وصدقه وفاعلية طرحه، بينما تستثنى جيوش المسلمين من أداوت التحرير؟!
إننا على يقين أن نصر الله قادم، وكيان يهود إلى زوال حتماً، والطريق يبدأ بإسقاط تلك العروش المهترئة العفنة، وإطلاق الجيوش المكبلة عن القيام بواجبها، حينها سنكون أقرب ما نكون أن نصلي صلاة النصر في ساحات الأقصى، وليقرأ خطيب الأقصى ونقرأ معه: ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.