صرح وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية الدكتور سعيد أبو علي "إن التنسيق الأمني مع إسرائيل هو فقط من أجل مصالح المواطن الفلسطيني، ويطاول القضايا الجنائية والتنقل بين المناطق الخاضعة للسلطة وتلك الخاضعة لإسرائيل. وأكد أن المؤسسة الأمنية الفلسطينية لم تعد مرتبطة بأسماء المسؤولين عنها، بل أصبحت مؤسسة لها مرجعية سياسية، وأن الأجهزة الأمنية باتت جهازاً متكامل الاختصاص."
*****
لم تعد حقيقة السلطة الفلسطينية كمشروع أمني لحماية الكيان اليهودي خافية على أحد، ولا يستطيع وزير الداخلية أن يقنع حتى نفسه بأن التنسيق الأمني والعمالة ليهود تصب في مصلحة "المواطن الفلسطيني"، أما حديثه عن عدم ارتباط الأجهزة الأمنية بأسماء المسؤولين عنها ما هو إلا ترديد لما تفاخر به الجنرال دايتون في محاضرته بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط حيث قال ما نصه:
 
 " في الأشهر الثمانية عشر الأخيرة استثمرنا أموالاً كافية وعناصر كافية في جعل وزارة الداخلية ذراعاً قائدة للحكومة الفلسطينية ولديها ميزانية كافية، لتفكر بطريقة إستراتيجية وتخطط عملياتياً. كما قلت إنها مفتاح الوضع الطبيعي في فلسطين. ولم تعد القرارات الأمنية في فلسطين من صنع رجل واحد في منتصف الليل، وبهذا اجتزنا طريقاً طويلاً."
 
 إن ما يسمى بالمؤسسة الأمنية للسلطة الفلسطينية ومرجعيتها السياسية لا تعدو كونها استثمار أمريكي في شركة أمنية، ويبدو جليا أن وزير الداخلية لم تسعفه الكلمات فلم يجد سوى تصريحات مديره دايتون ليرددها بتفاخر...!
 
 إن هذا التطابق في النظرة والتصريحات يعكس مدى التقيد بأوامر الجنرال دايتون وبمدى ارتباط مصير السلطة ورجالها بالمشروع الأمريكي لتصفية قضية الأرض المباركة والتنازل عنها ليهود.
 
إن استثمار الولايات المتحدة الأمريكية في السلطة الفلسطينية استثمار خاسر لا محالة، فلا السلطة ولا غيرها تملك الحق في التنازل عن أرض الإسراء والمعراج، وإن الأمة الإسلامية قادرة على إنجاب رجال كصلاح الدين، يقتلعون هذا الكيان الهش من جذوره.
 
 
"إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ".
 
22/2/2010