ضمن سلسلة التواصل الوظيفي بين رئيس وزراء سلطة رام الله، ومسئوليه الأمريكان، التقى فياض اليوم الأحد بنائب وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإدارية جاك لو، وبحضور كل من القنصل الأمريكي العام في القدس، ومدير مكتب وكالة التنمية الأمريكية.
 
وأطلع فياض المسئولين الأمريكان "على آخر التطورات السياسية"، وشدد على أن السلطة الوطنية مصممة على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين ومقوماتها الأساسية وبنيتها التحتية، كرافعة أساسية للتعجيل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
 
وفيما عبر فياض عن شكره وتقديره للدعم الأمريكي السخي، أشاد "جاك لو" بالتقدم الذي تحرزه السلطة الوطنية في المجال الاقتصادي والأمني، مشددا على ضرورة المضي قدماً في العملية السياسية.
 
***
 
إن حزب التحرير قد أكّد مرارا وتكرارا أن مشروع السلطة الفلسطينية هو مشروع أمريكي بامتياز، وأن قادة السلطة الفلسطينية يعملون أجراء في خدمة أمريكا ومصالحها، ولذلك فليس غريبا أن يتابع نائب وزيرة الخارجية الأمريكية "للشؤون الإدارية"، شؤون من تستخدمهم أمريكا. وليس غريبا أن يقوم رئيس وزراء هذه السلطة بتقديم التقارير الدورية حول "آخر التطورات"، وأن يشكر أمريكا على الفتات الذي تقدمه لهذه السلطة (وهو جزء يسير من الثروات الهائلة التي تنهبها أمريكا من مقدرات الأمة)، وذلك في مقابل حماية السلطة لأمن الاحتلال وتنفيذها للبرامج الأمريكية. ولذلك فإن "جاك لو" أشاد بنجاح موظفيه في المجال الأمني، مما يؤكد أن هذا المشروع هو ذراع أمني للاحتلال.
 
ولقد بيّن حزب التحرير التضليل السياسي الذي يمارسه سلام فياض على أهل فلسطين وهو يمنّيهم ببلدية خدماتية كبيرة يسميها زورا وبهتانا دولة فلسطينية. إن هذا التصميم نحو تنفيذ البرامج الأمريكية من قبل قادة السلطة هو إصرار على مسيرة التنازل والارتماء في أحضان أمريكا، مما يوجب على أهل فلسطين أن يتصدّوا له سياسيا لسحب البساط من تحت أقدام المتآمرين على قضية فلسطين.
 
وإن إنهاء الاحتلال اليهودي لا يمكن أن يتم من خلال مشروع أمني، ولا من خلال مشروع خدماتي، بل من خلال مشروع جهادي يحرّك جيوش المسلمين للقيام بواجبها في اجتثاث كيان يهود المسخ.
 
"يَعِدُهُمْ وَيُمَنّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَـانُ إِلاَّ غُرُوراً"
21/2/2010