ذكرت رويترز أن تصفيقا من المشاركين في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية ساد جو المصافحة التي تمت بين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون والأمير السعودي تركي الفيصل، اللذان تصافحا في إظهار للسلوك الدبلوماسي الجيد.
 
وكان ايالون اتهم الأمير تركي رئيس المخابرات السعودي السابق والسفير السابق للسعودية في واشنطن ولندن بتدبير قرار لإبعاده عن لجنة تضم قوى إقليمية أخرى لمناقشة أمن الشرق الأوسط. بينما وقف الأمير تركي أمام الحاضرين في جلسة الأسئلة والأجوبة التالية وقال أنه ليس هو الذي اعترض على الجلوس ضمن لجنة واحدة تضم قوى إقليمية لمناقشة أمن الشرق الأوسط، والتي انقسمت خلال المؤتمر إلى جزئيين (عربي-تركي وروسي-أمريكي-"إسرائيلي"). وبيّن الأمير السعودي أن انقسام اللجنة كان على الأرجح بسبب سلوك ايالون الفظ مع سفير تركيا لدى إسرائيل.
 
ورد ايالون على الأمير تركي بالقول بأن تركي شكك في نزاهته، وأضاف "إذا لم يكن في الواقع هو الذي اعترض على وجودي هنا معه فإنني أدعوه لمصافحة يدي الممدودة"، فاقترب الأمير تركي من المنصة ونزل ايالون من عليها وتصافحا. وقال ايالون "توجد فرصة" في إشارة على ما يبدو للآمال من اجل منطقة أكثرسلما (حسب رويترز).
***
هذا مشهد جديد من مشاهد العار التي تسطرها الأنظمة العربية في صحائفها السوداء. وهو مشهد يلطّخ وجه حكام السعودية الذين ما فتئوا يدّعون التمسح بالإسلام. ويبيّن حقيقة سعيهم لكسب ود يهود، ونواياهم التطبيعية معه، وخوفهم من أي مواجهة معه حتى ولو كانت دبلوماسية.
 
إن استخذاء حكام السعودية أمام كيان يهود أمر ليس بالجديد، فملك السعودية هو الذي كان وراء المبادرة العربية للسلام التي تقضي بالتطبيع مع كيان يهود مقابل دويلة هزيلة في أراضي الضفة الغربية وغزة، وهي التي تنسف كل الفتاوى السابقة التي أصدرها علماء السعودية في حرمة اتفاقيات السلام مع كيان يهود.
 
ومع ذلك ظلّ علماء السلاطين في السعودية منشغلين في الحديث عن طاعة ولي الأمر، وتناسوا أن العلاقة الوحيدة مع الاحتلال اليهودي هي الجهاد لخلعه من جذوره. وهم يتحملون مسئولية هذا التضليل في الدنيا والآخرة.
 
وإن الإعلام المضلل في السعودية انبرى ينسب للأمير السعودي ما تنصل منه الأمير نفسه، فقد أدرجت جريدة الرياض الخبر تحت عنوان "الأمير تركي الفيصل يرفض الجلوس مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر ميونيخ"، وأن القائمين على المؤتمر اضطروا إلى تقسيم حلقة الحوار إلى جلستين متتاليتين.
 
إن إعلام السعودية يخجل من مواقف حكامها فلا يجرؤ على تبيانها في سياقاتها الحقيقية، وهذا يؤكد أن تصرفات أمراء السعودية مخزية لا يمكن للإعلام أن يعرضها على حقيقتها، وإلا لضمّنت صحيفة الرياض خبر المصافحة التطبيعية المشينة.
 
ومعلوم أن ايالون هذا كان قد أهان السفير التركي لدى دولة الاحتلال اليهودي في كانون الثاني الماضي. وكان الأولى بالأمير وغيره من المسلمين أن لا يحضروا بوجود هذا المجرم اليهودي، وعلى أضعف الإيمان، لو كان فيهم بقية من نخوة، رمي ايالون هذا بالأحذية، ولكن تصرفات الرجال هذه بعيدة عن أمراء السعودية وأجراء الغرب.
7/2/2010