نشرت صحيفة "فلسطين الآن" خبراً مفاده أنّ من يقف على رأس فكرة تشييد الجدار الفولاذي هو رجل أعمال يدعى أحمد عز وهو أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات في الحزب الديمقراطي. وتقول الصحيفة: أنّ أحمد عز كان مجرد رجل أعمال عادي قبل دخوله عالم السياسة، ثم تغيرت ظروفه كليا بعد أن أقام علاقة صداقة مع السفارة الإسرائيلية في مصر، وأصبح من أهم رجال الأعمال في مصر. ثم تضيف الصحيفة، أنّه تم تهيئة أحمد عز لهذه المهمة والزج به في طريق نجليّ الرئيس مبارك ثم إلى الرئيس شخصياً.
 
وتضيف، أنّه كان لدى المخابرات المصرية معلومات عن نية إسرائيل توجيه ضربة بقنابل أمريكية ذات مواصفات خاصة قد تلحق دماراً واسعاً في المنازل المصرية المجاورة لحدود غزة مع مصر، مما يضع النظام المصري في حرج أمام الرأي العام المصري والعربي.
 
والحقيقة، فكما أنّ الشمس لا يمكن أن تُغطى بغربال، فكذلك موقف النظام المصري المخزي لا يمكن أن يُغطى بكبش مثل أحمد عز مهما حاول تلفيق قصص وأكاذيب توحي بأنّ الأمر على غير ما يظنه الرأي العام.
واضح بأنّ النظام المصري يواجه إحراجاً متواصلاً بسبب بناء الجدار الفولاذي الذي سيبقى وصمة عار في جبين هذا النظام العميل، لذلك يحاول أن يضلل الناس بكبش فداء، لإلقاء اللوم عليه، حتى يخفف من الضغط والحنق عند الرأي العام، مثل ما هي عادة الأنظمة العميلة والمتواطئة مع أعداء الأمة عند كل فضيحة تنكشف للرأي العام، فيبدأ بمحاولة تضليل الناس وإبعاد الفضيحة والجريمة عنه قدر الإمكان. ويحاول اختلاق المبررات والأكاذيب التي يظن أنها ستسعفه، مثلما اختلق هذا العذر في مسألة الجدار فكان أقبح من ذنب. فبدل أن يفكر النظام المصري -على فرض صحة المعلومات- مساعدة وحماية أهل غزة من الضربة الوحشية التي يخططون لها، ها هو يفكر بالهروب وإبقاء أهل غزة وحدهم يواجهون المصير المظلم.
 
إنّ الرأي العام عند المسلمين بشكل عام وعند مسلمي مصر بشكل خاص لا يمكن تضليله بهذه البساطة، لأنّ وقوف النظام المصري إلى جانب يهود وإعلان ليفني الحرب على غزة من عقر دار النظام المصري قد كشفت حقيقة هذا النظام المتآمر والعميل، حتى أصبح مسئولون في النظام نفسه يجاهرون بذلك بكل صلف ووقاحة، فهذا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري  مصطفى ألفقي يصرح قائلا بأنّ: "الرئيس القادم لمصر لا بد أن يحصل على موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيل".
27-1-2010