تعليق صحفي

رجالات السلطة يستخفون بالعقول ويتعاملون مع قضية فلسطين بصبيانية واستهتار!

قال الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري، إن "أي مسؤول إسرائيلي يسعى إلى التواصل معنا، أو يحاول الاتصال بنا، لن يلقى أي تجاوب من جانبنا وسنعمل له بلوك وإنه في حال دخل أي مستوطن إلى مناطق السلطة الفلسطينية؛ فإننا "سنسلمه للصليب الأحمر وليس للقوات الإسرائيلية". وحذر الضميري من مساعي الاحتلال لإلغاء الوجود الفلسطيني وإنكار حقوقه، مبينا أن "من يريد أن يقضي على حلمنا بالحرية والاستقلال، وبناء مشروعنا في القدس عاصمة فلسطين أولا، لن يلقى منا منحه شرعية في الوجود".

هذا نموذج من رجالات السلطة؛ كيف يستخفون بالعقول ويتعاملون مع قضية فلسطين تعامل الصبية والمستهترين والخائنين، فحينما يتعلق الأمر بالعلاقة مع الاحتلال المجرم يكون عقابهم له بعمل "بلوك" على هواتفهم الشخصية التي هي بالعادة متاحة للاتصال والتنسيق أمام كافة مستويات الإدارة المدنية اليهودية وحتى ضباط دوريات جيش الاحتلال الميدانيين! أما دورهم في حفظ أمن المستوطنين فباقٍ ومقدس لا يعتريه أي تغيير أو تبديل في الجوهر، ولكن ليس بإرجاعه مباشرة إلى دورية جيش الاحتلال بل إلى الصليب الأحمر ليوصله بأمان إلى دورية الجيش!!

إن هؤلاء لا يرقون لمستوى أشباه قادة ولا أدنى من ذلك، وهم من ذلهم وهوانهم يتعاملون مع الاحتلال برفق ولين، والخلاف بينهم لا يفسد للود قضية!

لقد أفصح الضميري في حديثه هذا عن مهمة السلطة الجوهرية التي وجدت لأجلها، وهي منح الاحتلال "شرعية في الوجود" ولذلك ذكرهم بها، حتى يشهد على نفسه وسلطته أنهم يخونون فلسطين عن علم وبينة وليس عن جهل أو اضطرار.{... لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

7/6/2020