تعليق صحفي

النظام الإماراتي يمارس التطبيع مع كيان يهود تحت ذرائع وحجج إنسانية ملوثة بالخيانة والتآمر

قالت وكالة رويترز إنّ طائرة تابعة لشركة إماراتية ستصل اليوم إلى مطار اللد شرق "تل أبيب" حاملة مساعدات طبية للسلطة لمكافحة كورونا، في حين قال مسؤول فلسطيني إنه لا علم للسلطة الفلسطينية بوصول طائرة مساعدات إماراتية لها ونفى في تصريح للجزيرة تنسيق أي جهة مع السلطة بشأن الرحلة، ونقلت الوكالة عن متحدثة باسم شركة الاتحاد للطيران الإماراتية اليوم تأكيد خبر تسيير طائرة شحن إلى (إسرائيل) محملة بمساعدات للفلسطينيين في مواجهة جائحة كورونا. وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت تسلم المساعدات المحملة في الطائرة الإماراتية الأولى بسبب عدم التنسيق معها.

لم يكتف النظام الإماراتي المجرم بأعمال التطبيع المتلاحقة مع كيان يهود خلال الفترة الاخيرة، ومنها استضافة وزيرة الرياضة والثقافة "الإسرائيلية" ميري ريغيف - التي سبق أن سبّت الأذان والإسلام وهاجمت المسلمين- والاحتفال معها بعزف النشيد الوطني لكيان يهود لفوز أحد لاعبيه بميدالية، بل أتبع تلك الجرائم بما هو أكبر وهو حضور مراسم إعلان صفقة ترامب المشؤومة بكل وقاحة وتحدي لأمة الإسلام ومشاعرها، وها هو يريد الآن ترسيخ التطبيع الجوي المباشر مع كيان يهود من خلال الرحلات الجوية ذهاباً وإياباً حيث يسير الرحلة الثانية في غضون شهر في خيانة علنية وتشجيع واضح لغيره من الأنظمة ليتمادوا في خيانتهم وعمالتهم، حيث إن الطائرة الإماراتية ستهبط دون إخفاء علاماتها واسمها بخلاف ما حدث مع الطائرة الإماراتية السابقة التي وصلت "تل أبيب" يوم 19 مايو/أيار الماضي في أول رحلة شحن جوية علنية بين (إسرائيل) والإمارات.

إن فلسطين ليست بحاجة إلى مساعدات إنسانية بل هي بحاجة إلى تحريك الجيوش والآليات العسكرية لتحريرها من رجس يهود، فكيف الحال إن كانت تلك المساعدات الإنسانية ملوثة بالتطبيع والخيانة! وإن أهل فلسطين يرفضون هذه المساعدات المسمومة لأنهم يعلمون الهدف والقصد من ورائها وهو حرف البوصلة عن حقيقة الصراع وتلميع مفضوح لصورة النظام الإماراتي السوداء، والأهم من ذلك كله فتح الطريق للتطبيع الجوي مع كيان يهود، وهذه الأهداف الخبيثة لا يغير واقعها مرور التطبيع عبر وزارة خارجية السلطة الفلسطينية أم بالقفز عنها، ففي الحالتين هو تطبيع وخيانة.

إن ما شجع الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين ومنها النظام الإماراتي على هذه الجرأة في التطبيع مع كيان يهود والخيانة لقضية فلسطين هو سكوت الشعوب عليهم، وكلما طال سكوت الأمة وأهل القوة فيها على تلك الأنظمة المجرمة كلما تمادى أولئك العملاء في خياناتهم التي تجاوزت كل الحدود وباتت تفتك بقضايا المسلمين ودمائهم، وهذا يوجب على المسلمين أن يتحركوا من فورهم لإسقاط تلك الأنظمة العميلة ليقيموا على أنقاضها دولة الخلافة الراشدة التي تحرك الجيوش لتدك حصون كيان يهود وتقتلعه من جذوره بعد أن عاث في الأرض الفساد.

9/6/2020