"إن توفير تعليم أفضل في غزة، بعيد عن تأثير المتطرفين، يعتبر أساسيا لأجل بناء مستقبل المنطقة"
بهذه الكلمات أعلن وزير التنمية الدولية في الحكومة البريطانية دوغلاس ألكسندر اعتزام حكومته تقديم ما يزيد عن 53 مليون جنيه استرليني كدعم للسلطة الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين من أجل حماية ودعم أطفال غزة بحسب تعبيره، وذلك وفق ما نقلته وكالة معا الإخبارية. فيما اعتبر مدير عمليات الأونروا في غزة جون غينغ أن أكبر التحديات التي تواجه مدارس الوكالة التي تضم 260 ألف طفل لاجئ في غزة هو ما أسماه بـ "معالجة التطرف" الذي أفرزته الحرب والحصار "الإسرائيلي" المستمر، حسب قوله ووفق ما نقلته وكالة فلسطين اليوم الإخبارية.
 
إن المتتبع لسياسات الدول الكبرى يدرك أن سياسة عمل المؤسسات الدولية الخاضعة لها، لا سيما تلك التي انبثقت من رحم هيئة الأمم المتحدة كوكالة غوث وتشغيل اللاجئين، إنما وجدت لأجل زيادة وزرع نفوذ القوى الغربية الإستعمارية في العالم وخاصة في بلدان العالم الإسلامي الغني بالثروات والعدو الحضاري التقليدي لها، وذلك تحت مسميات وشعارات مصطنعة.
 
فبريطانيا مثلا والتي تحاول الظهور بمظهر العطوف على أبناء فلسطين وذلك عبر تقديمها لهذا الدعم المالي الكاذب والمخادع، قد كشفت-عبر تصريحات ألسكندر- عن أهدافها الخفية والخبيثة التي تقف خلف هذا الدعم المالي المشبوه، فهمّها إبعاد تأثير "المتطرفين" عن أطفال وشباب غزة وتلويث فكرهم بتدريسهم "مآسي" اليهود من خلال تدريس أطفال غزة المنكوبين عن محرقة اليهود المزعومة، لا حمايتهم من قاذفات الصواريخ والطائرات النفاثة التي تنشر الموت والقتل والرعب في أوساطهم.
 
 إن ما يبدو من أفواه ساسة الغرب من البغض والكراهية عندما يتكلمون عن التطرف والعنف والإرهاب ويقصدون به الإسلام وحملة دعوته، إنما يعبرون عن حنقهم وغيظهم مما وصل إليه المسلمون من وعيهم على دينهم وإلتفافهم حول حملة دعوته والعاملين له، فهؤلاء قد غاظهم فشلهم في تغيير أفكار أبناء الأمة، وهم الذين لا تقر لهم عيناً ويعملون ليل نهار لحرب الإسلام وأهله.
 
إن القوى الغربية الإستعمارية ممثلة في أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي هي رأس الإرهاب والتطرف في العالم، فهي من دمرت العراق فوق رؤوس ساكنيه ونهبت نفطه وخيراته وحتى تراثه وآثاره التاريخية، وهي من احتلت أفغانستان ولازالت تعيث فيها الفساد، وهي من تدعم كيان يهود في علوه واستكباره وبطشه بأهل فلسطين العزل وهي ... وهي... بينما أفكار الإسلام التي يحاول هؤلاء وصفها بالإرهاب والتطرف قد قام على أساسها دولة ملأت الدنيا نوراً بدد ظلمتها وحملت الإسلام بالدعوة والجهاد مشعل هداية للعالمين فقدمت فلذات أكبادها وأفنت آجالهم في سبيل هداية البشرية، فأيهما يوصف بالإرهاب من احتل وقتل وبطش ونهب الخيرات في سبيل الجشع والإستعمار أم من حمل للعالم مشعل النور والهداية؟!!
 
إن الأولى بأهل فلسطين ورعايتهم وحمايتهم بل وتحرير أرضهم من رجس يهود هم المسلمون جميعاً وأهل القوة فيهم، لا وكالة الغوث وبريطانيا التي كانت السبب الرئيس في أغلب مآسي أهل فلسطين والمسلمين عموماً،  فبدلا من أن يتركهم الحكام نهباً لكل طامع ويقوموا بإسلامهم للدول الغربية ومفاهيمها المضللة أو لرعاية وكالة الغوث أوهيئة الأمم كان الواجب عليهم أن يقوموا باحتضان أهل فلسطين ونصرتهم وتحرير أرضهم، ولكن أنىّ لهم ذلك وهم من تواطؤا على فلسطين وأهلها والأمة جمعاء؟! لذا كان من الواجب على المسلمين جميعا أن يجمعوا أمرهم فيسعوا نحو الحل الجذري الذي ينهي كيان يهود وينهي ما سببه من آلام وكوارث على أهل فلسطين ومن حولهم.
 
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).
29-12-2009