تعليق صحفي

رفع سن الزواج إلى 18 عاما تقليد للغرب الكافر وإفساد في الأرض

   رحب الائتلاف النسوي للعدالة والمساواة "إرادة" بتصريحات رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية التي تعهد فيها مؤخراً بإقرار قانون لرفع سن الزواج للمرأة الفلسطينية إلى 18 عاماً قريباً، لحماية العائلة الفلسطينية وضمان النهوض بواقع المرأة، وذلك خلال استقباله وفداً من منظمة "هيومن رايتس ووتش".

إنّ حرص المؤسسات النسوية والسلطة على رفع سن الزواج للمرأة إلى 18 عاما ليس غايته قطعا مصلحة المرأة المسلمة ولا الحرص عليها وعلى الأسرة، بل مرده إلى تلبية أوامر الغرب في حربه على المرأة المسلمة من أجل إيجاد وتشجيع كل أشكال الفساد في بلاد المسلمين، ولو استطاعوا أن يمنعوا الزواج كله لما ترددوا، وهم يتذرعون بالنضج والأهلية للزواج، وهو عذر يكذبه الواقع الفسيولوجي للمرأة والحقائق الشرعية الصادقة.  

فوفقاً للإسلام فقد أخرج البخاري من طريق نافع قال: «حدثني ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يُجزني، ثم عرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني» قال نافع: (فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة، فحدَّثته هذا الحديث، فقال: إن هذا لحدٌّ بين الصغير والكبير، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة)،والإسلام حدد سن الحيض باعتباره سن البلوغ والتكليف بالنسبة للمرأة. وبالنسبة للرجال فإن الاحتلام هو علامة البلوغ... والبالغ العاقل مكلف بالأحكام الشرعية وعليه التقيد بها لما يترتب عليه من ثواب وعقاب، وأما النضج فله علامات وإمارات متصلة بالعقل أو الجسم، فهناك من بلغ العشرين ولا تراه ناضجا، ولذلك لم يجعل الإسلام النضوج شرطا في صحة عقد الزواج..

وتبكير الزواج سنة وهو خير للمجتمعات، وعليه يترتب حفظ الفروج والعورات، أما تأخيره فهو فساد وإفساد، عن عبد الله - بن مسعود - رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم {من استطاع الباءةَ فلْيتزوجْ فإِنه أغضُّ للبصر وأحصنُ للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإِنه له وِجاءٌ} رواه البخاري.

أما حرص المؤسسات النسوية والسلطة على تقليد الغرب والسير وراءه شبرا بشبر وذراعا بذرع فهو الشر العظيم، ففيه تجاوز لشرع الله أحكم الحاكمين وفيه نشر للشر والفساد بين العباد.

قال تعالى: (وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ).

29/7/2019