تعليق صحفي
العملاء والطغاة في بلاد المسلمين يقدسون الأصنام التي تحفظ عروشهم


أعلنت قيادة الجيش الجزائري، الثلاثاء، رفضها القطعي لأي مطلب بتجميد العمل بالدستور، كحل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد، محذرة من أن ذلك يعني "هدم أسس الدولة". جاء ذلك في كلمة لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح أمام قيادات عسكرية خلال اليوم الثاني من زيارته إلى المنطقة العسكرية الثالثة (جنوب غرب) نقلت مضمونها وزارة الدفاع في بيان. وخلص إلى أن "الجزائر ليست لعبة حظ بين أيدي من هب ودب وليست لقمة سائغة لهواة المغامرات، فالدستور هو حضن الشعب وحصنه المنيع وهو الجامع لمقومات شخصيته الوطنية وثوابته الراسخة التي لا تحتاج إلى أي شكل من أشكال المراجعة والتبديل". (القدس العربي)
هذا هو ديدن الطغاة والعملاء، يصطنعون أصناما أو يتخذون أصناما صنعها لهم أسيادهم المستعمرون ليعبدوها من دون الله، وذلك لأنها تمكن للاستعمار وتحفظ له مصالحه في بلاد المسلمين، وأهم وأولى مصالح الغرب هي محاربة الإسلام وتغييبه عن الساحة كليا.
فقائد أركان الجيش لا يخجل من نفسه وهو يتحدث عن الدستور الجزائري بتقديس لم نسمع منه مثله عن الإسلام والقرآن، وهو يريد من الثائرين أن يقدسوا أصنامه التي صنعها الغرب ورسخها في بلد المليون شهيد، لأنه يعلم أن لا مقام له ولا لأسياده في هذا البلد العظيم بدون تلك الأصنام.
وهو يكذب ويدلس على أهل الجزائر الأبطال مدعيا أنّ الدستور العلماني الذي خطته الأيادي الآثمة بإملاء من الغرب، يعبر عن أهل الجزائر المسلمين الموحدين والذين تشتاق نفوسهم للإسلام العظيم.
بل وبكل جرأة اعتبر قائد أركان الجيش الدستور لا يحتاج إلى أي شكل من أشكال المراجعة والتبديل، وكأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه!
نعم، هذا هو ديدن العملاء والطغاة في كل بلاد المسلمين، يصنعون الأصنام ويخلقون هالة حولها لحمايتها من الانهيار لتيقنهم بأنهم زائلون بزوالها، وهم دائما ما يحرصون على جعلها خارج مجال النقاش أو البحث لأنها طبعا لا تقوى على مواجهة الحق أو الحجة.
إنّ الثابت الوحيد الذي لا نقاش فيه ولا جدال لدى كل المسلمين هو الإسلام العظيم، ومهما حاول العملاء والطغاة تغييبه عن الساحة فإنه لا شك عائد إليها ومستقر فيها، فهو ما تطمئن له القلوب وتسكن له النفوس وتقتنع به العقول.


﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾

20/6/2019