تعليق صحفي

الهجمة على الحجاب والترويج لنزعه يكشف مدى الحقد على الإسلام وأحكامه

نشرت جريدة القدس في عددها بتاريخ 18/6/2019 على صفحتها الرئيسية نافذة خاصة بعنوان "تحقيق خاص، الحجاب عادة أم عبادة"، ومما ذكر في التحقيق تصريح لمديرة مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي، حيث طالبت الفتيات في الدفاع عن حقهن في الاختيار وأنّ الحجاب اختياري وللمرأة حرية الاختيار، وأن هنالك جهات تكفل لها هذا الحق ومستعدة لحمايتها والدفاع عنها في حال قررت خلع الحجاب، ومن تلك الجهات وحدة الأسرة في الشرطة الفلسطينية وكذلك المراكز الحقوقية النسوية، أما المفوض العام السابق للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د.أحمد حرب فصرح "لا بد من إيجاد مؤسسات تحمي المرأة في مثل هذه القضايا الحساسة وتحمي حقها في الحياة والاختيار وتحول دون تعرضها للعنف إلا أن القانون والقضاء ما زالا متورطين في الأحكام والثقافة المجتمعية ومبنيين على أساسهما" وأضاف "منذ زمن طويل وحتى الأن ما زلنا نقاتل لإزالة العذر عن مرتكبي جرائم الشرف ولا يوجد شيء في العالم اسمه جريمة شرف، الجريمة تبقى جريمة ولا بد من معاقبة الجاني".

وتطرق التحقيق إلى قصص فتيات تمردن على الأهل والمجتمع ونزعن الحجاب، واستشهد بقصص فتيات ذكرهن فيلم وثائقي عرضته الجزيرة اسمه "سبع سنوات" وكان الفيلم -المضلل- حول تغيرات الشباب المصري من الإسلام للكفر خلال السنوات السبع الماضية!! وركز التحقيق على فتيات تخلين عن الحجاب ووصف ذلك بأنه نجاح في الدفاع عن حرية الاختيار ونجاح في تجاوز العقبات والصعوبات الناجمة عن الأسرة والمجتمع.

واضح أنّ ما يسمى بالتحقيق ما هو إلا تخريب وتشجيع على التمرد على الدين والأحكام الشرعية والأسرة والذوق العام، وترويج لأفكار غربية مسمومة يُراد منها النيل من ديننا ونسائنا وأمهاتنا والقضاء على العفة ونشر الفساد والرذيلة، وواضح أنّ من أعد هذا الموضوع وأفرد له نافذة مميزة وخاصة ومن ساعد في النشر والترويج جهات وجمعيات غربية الهوى والتوجه والتمويل وأناس حاقدون على الإسلام وينظرون إليه نظرة ازدراء وتخلف وأن بلاد المسلمين بنظرهم تعاني من عادات بالية عفا عليها الزمن وقد آن الأوان للتخلص منها كما فعل الغرب الذي (حرر المرأة) مع أنه في الحقيقة أهان المرأة وجعلها سلعة تُعرض للمتعة وتُنال بالمال أو بالقوة كما يحصل في الولايات المتحدة التي تحتل المركز الأول من حيث معدلات الاغتصاب في العالم.

وواضح أنّ الطريقة التي أخرج بها هذا التحقيق وكيفية تناوله لحالات شاذة ذكرها وسلط الضوء عليها الهدف منها إظهار أن هنالك توجه عام عند الفتيات للتخلص من الحجاب وأن الكثير منهن يرتدينه خوفاً من المجتمع وليس من منطلق شرعي، والحقيقة أنّ ذلك لا يعدو كونه محاولة ساقطة للترويج لهذه البضاعة الفاسدة، ومحاولة لقلب الحقائق وتزويرها وتشجيع للنساء على نزع الحجاب وإغضاب رب العالمين الذي خلقهن وفرض عليهن الحجاب من فوق سبع سماوات.

على أهل فلسطين أن يدركوا حجم الخطر والمؤامرة عليهم وعلى أحكام دينهم  من قبل الجمعيات النسوية التي يمولها الغرب وتحميها السلطة الفلسطينية ويتملق لها بعض الشيوخ والتي تعمل بكل جهدها وطاقتها للنيل من ديننا ونسائنا وأعراضنا، وأن الواجب هو التصدي لتلك الأفكار والجمعيات التي تنفث سمومها ليل نهار في كل بلد أو بيت أو أسرة تستطيع النفاذ إليها، وعلى أهل فلسطين وسائر المسلمين أن يدركوا حجم الخطر الذي يتهدّدنا في ظل غياب دولة الخلافة التي تطبق الإسلام وتضبط الحياة العامة بأحكام الإسلام ومنها الحجاب والجلباب وتقطع الأيدي العابثة في بلاد المسلمين.

19/6/2019