تعليق صحفي

القدس تنتقص من أطرافها بل من لبّ لبابها في ظل صمت بل تآمر السلطة والأنظمة العربية!

أقدمت شرطة الاحتلال معززة بالوحدات الخاصة صباح الأربعاء على اقتحام مخيم شعفاط بالقدس المحتلة ومحاصرته، وباشرت عملية هدم محال تجارية بذريعة البناء دون تراخيص، ووصل عدد المحلات التي تم هدمها إلى16 محلاً تجارياً،وكانت طواقم بلدية الاحتلال علقت إخطارات هدم على أكثر من20 محلاً تجارياً عند مدخل المخيم مقامة منذ عام2007وتزامن ذلك التصعيد مع إقرار الكنيست مشروع قانون لتوسيع الاستيطان في سلوان.

يرتكب كيان يهود جرائمه دون حسيب ولا رقيب؛فيسمح بالبناء الاستيطاني في سلوان وفي ذات الوقت يهدم في شعفاط بحجة عدم وجود تراخيص، ونسي كيان يهود أن وجوده على هذه الأرض غير شرعي ومؤقت وأن مصيره إلى زوال وسيصبح أثراً بعد عين ولن تبقى له سيادة على شبر من هذه الأرض، ولكن ما يحصل في شعفاط بالتزامن مع القرار الخاص بسلوان يبيّن كذب ونفاق وتآمر المجتمع الدولي؛ فكيان يهود يهدم في شعفاط بحجة عدم وجود تراخيص للبناء(البناء غير قانوني) بحسب زعمهم وفي ذات اللحظة يعلن كيان يهود السماح ببناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في سلوان التي تعتبر بحسب القانون الدولي أرضا فلسطينية تقع في القدس الشرقية والبناء الاستيطاني فيها غير قانوني، فنرى المجتمع الدولي يسكت على الهدم لأنه غير قانوني ويتغاضى عن البناء مع أنه غير قانوني بحسب قولهم!!فأي نفاق وأي قانون هذا؟!

أما السلطة الفلسطينية فتقف موقف المتفرج وتتبجح بأنها تقاوم للحفاظ على ما تبقى من الـ20%من فلسطين لإقامة دولتهم بالمقاييس الغربية، وأن مقاومتها تتمثل في التوجه للمجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، وهي ذات المؤسسات الدولية التي لا تمنع البناء في المستوطنات ولا تُوقف الهدم في المخيمات، فأي سقوط وانحدار هذا الذي تتسارع السلطة فيه؟!

أما الأنظمة في البلاد العربية والإسلامية فلا تحرك ساكناً وكيف تفعل وهي التي تتسابق في صعود سلم الخيانة والتآمر على قضية فلسطين والتحالف والتطبيع مع المحتلين بشكل علني ومن فوق الطاولة بعد أن كان من خلف ستار، فتستقبل مجرمي كيان يهود استقبال الأبطال ويرفرف علمهم المشؤوم فوق أراضيهم وتحركه الرياح وتتعالى أصوات النشيد الذي يمثل قيام كيانهم المسخ ليطرب أسماع الحكام الأنذال، بل ووصل الحال أن تطأ أقدام أذل خلق الله مساجد أَذِن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كما حصل في الإمارات!!

الإمارات التي أظهرت تسريبات ومنها برنامج عرضتهقناة الجزيرة تورطها بل رعايتها لتسريب عقارات في البلدة القديمة في القدس لكيان يهود وأنها تعمل كسمسار قذر لكيان يهود بمساعدة بعض الخونة من أهل فلسطين كثير منهم يشغل مناصب رسمية في السلطة الفلسطينيةوتظهر التحقيقات أن الإمارات تنفق الملايين من الدولارات لنقل هذه العقارات إلى المستوطنين الحاقدين!!

لقد بات واضحا لكل ذي عينين أنه دون تحرك حقيقي من قبل الأمة ممثلة بجيوشها لاقتلاع كيان يهود من جذوره سيبقى هذا الكيان يعيث في الأرض فساداً ولن يَسلم منه البشر ولا الشجر ولا الحجر وكل تحرك تجاه المجتمع الدولي والأنظمة العميلة هو تحرك فاشل ومشبوه لحرف الأنظار عن التحرك الحقيقي والفعال والمنتج.

(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ)

2018-11-22