بسم الله الرحمن الرحيم

 

عين الحلوة... الدم الحرام!... في الشهر الحرام!

 

 

يا أهلنا الكرام في عين الحلوة... أيها الشباب المسلم الغيور على دينه...

 

نناديكم بل ننادي فيكم دينكم ونخوتكم وغيرتكم على دمائكم ودماء المسلمين المسفوكة على أرض عين الحلوة...

 

نناشدكم الله أن تصغوا السمع، وأن تفتحوا القلوب قبل الآذان...

 

ننادي مَن خلفكم ممن أطلقوا النار وجرحوا وقتلوا وروعوا في شهر الله رجب الفرد الحرام... الذي عظَّمه حتى بعض العرب في جاهليتهم، فكيف بكم وأنتم المسلمون!!! أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطب في حجة الوداع فقال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مُضر الذي بين جمادى وشعبان». وإننا هنا لسنا لنقول رأيًا لكم بجواز القتال من عدمه في الأشهر الحُرم بل لنذكركم أن لله أيامًا تعظم فيها المعصية للعاصي، فكيف بالقاتل والمروِّع للناس والأطفال وأصحاب الحاجات!!!؟ ولنذكركم بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه: «سِبَابُ المُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ». ووصفه عليه الصلاة والسلام الاقتتال بين المسلمين بالكفر هو للدلالة على عظم الذنب وإثمه عند الله عز وجل.

 

بل لقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم تحريم تخويف المسلم أو ترويعه، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأي وسيلة، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيرون مرة معه فى سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذه، وأمرّه على جسد أخيه النائم ففزع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يُروع مسلمًا»، هذا بمن مرّر حبلاً على أخيه النائم، فكيف بمن أطلق النار والقذائف!!!؟

 

بل لقد نهى صلى الله عليه وسلم  فيما رواه مسلم عن الإشارة بالسلاح فقال: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه». فهذا تحذير من الإشارة بأي آلة مؤذية قد تؤدي الإشارة بها إلى القتل، كالسكين والآلات الأخرى الحادة، حتى لو كانت الإشارة مجرد مزاح، فكيف بمن يُشهر بندقيته في وجه مسلم؟! بل ويطلق منها النار عليه جاداً في قتله؟!!! ففيما رواه النسائي قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أشار المسلم على أخيه المسلم بالسلاح فهما على جرف جهنم، فإذا قتله خرّا جميعاً فيها» كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الحيطة والحذر بالحرص على البعد عن الأسباب المؤدية إلى إيذاء المسلمين وإلحاق الضرر بهم، روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مر أحدكم في مجلس أو سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها، ثم ليأخذ بنصالها، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشىء».

 

فكيف بمن يطلق النار مستحلاً الدماء، ويروع المسلمين وحتى وهم في بيوتهم، ويسعى بسلاحه وقذائفه ورصاصه في أسواق المسلمين بل في صدورهم!!!؟

 

في هذا الشهر الحافل بالمنعطفات التاريخية بدل أن يتذكر هؤلاء الذين يقومون بهذه الفعال إسراء الرسول عليه الصلاة والسلام ومعراجه، فيقبلوا على سنّة نبيهم عليه الصلاة والسلام وأحاديثه التي ذكرناها فيحيوها، وبدل أن يتذكروا دخول صلاح الدين القدس - التي هم أبناؤها - في هذا الشهر فاتحًا، فتكون أعمالهم موجهة وجهتها الصحيحة، وبدل أن يتذكروا هدم دولة المسلمين وخلافتهم وضرب الإسلام في نظام حكمه في هذا الشهر أيضًا، فيغمدوا أسلحتهم في وجه الدماء الحرام ويوجهوها وجهتها الصحيحة في ظل حكم الإسلام في وجه الغرب الكافر المستعمر... بدل كل هذا يقابل بعضهم بعضًا بالسلاح غير آبهين بترويع المسلمين وسفك دمائهم وحرمة أيامهم... فإلى متى؟!!

 

 

إننا ما زلنا نخاطب بقية الدين في قلوبكم... بأن تقفوا مع أنفسكم وبين يدي الله فتثوبوا إلى رشدكم، قبل فوات الأوان ولات حين مندم... فتلقَوا الله وأسلحتكم تقطر دماً حراماً، فما تفعلون حينها بـ "لا إله إلا الله" التي ينطق بها كل أهلِكُم؟! ما تفعلون بها بين يدي الله الذي لا يضيع عنده مثقال الذر سبحانه؟!

 

ثم لأهلنا في عين الحلوة نقول: خذوا على يد الظالم، وعبّروا عن رفضكم لهذا العبث، ولا تقبلوا أن تكونوا حطبًا في مشاريع المتصارعين في عين الحلوة لحسابات لبنانية وإقليمية، حتى لا ينالنا نذير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذَا رَأَيْتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظَّالِمَ أَنْ تَقُولَ لَهُ أَنْتَ ظَالِمٌ فَقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ » (رواه أحمد في مسنده)... وما خروجكم اليوم وبالأمس أنتم وخيرة أبنائكم وشبابكم إلا جزء من هذا التعبير في رفض تفشي القتل والاقتتال، وسندٌ وتثبيتٌ للمخلصين الغيورين من أبنائكم في وقف الظالم وظلمه، بل وجعل الظالم وأسياده يحسبون ألف حساب قبل الشروع في ظلمهم ومظالمهم.

 

والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.

 

 

     

17 من رجب 1435

الموافق 2014/05/16م   حزب التحرير 

    ولاية لبنان 

للمزيد من التفاصيل