التاريخ الهجري       14 من محرم 1435                                                                    رقم الإصدار:        13/29

التاريخ الميلادي      2013/11/17م

بيان صحفي

الغزل المصري الروسي محاولة لذر الرماد في العيون

وأمريكا هي من يدفع الروس لتحسين صورة النظام الجديد وتثبيت أقدام أمريكا في مصر

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية أجراها السبت 2013/11/16م مع الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور: (إن بلاده تدعم مصر وإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 6/30). وكان قد وصل الطراد الروسي "فارياغ" إلى ميناء الإسكندرية صباح الاثنين 11/11 وسط استقبال رسمي من القوات البحرية المصرية بكل المراسم العسكرية، وتبعه زيارة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، إلى القاهرة يومي 13 و 11/14 الجاري. ولقد بدا الغزل المصري للروس واضحا في تصريح وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، الذي قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الروسي: إن روسيا "ليست بديلا لأحد" في علاقات القاهرة الدولية لأن دورها "أكبر من ذلك".

ثم بدأت الخميس 11/14 جلسة المباحثات العسكرية الرسمية المصرية الروسية بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي وسيرغى شويغو وزير الدفاع الروسي لبحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين خاصة ما يتعلق بالتعاون العسكري. وكانت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، قد تجنبت الرد على سؤال حول ما يتردد عن عزم مصر توقيع اتفاقيات عسكرية مع روسيا خلال الزيارة المرتقبة للوفد الروسي إلى القاهرة، ولكنها شددت على أن الولايات المتحدة تواصل جهودها من أجل دعم الاقتصاد المصري.

لقد حاول أركان النظام الانقلابي تصوير الأمر وكأنه محاولة للانعتاق من الهيمنة الأمريكية على مصر، فطبل له المطبلون وهلل له المهللون، ولكن الذي يجب أن ندركه جميعا أن تحركات روسيا في منطقتنا بعد زوال الاتحاد السوفييتي هي تحركات تتم بالاتفاق والتنسيق مع أمريكا ومقدّمة لها، فأمريكا هي من يدفع الروس لتحسين صورة النظام الجديد ليزيد استقرارا، وتستقر بذلك أقدامها في مصر...

ونحن نقول: إن موقف روسيا في دعم طاغية الشام أمر مشهود، وكذلك مجازرها ضد المسلمين في القوقاز وبخاصة الشيشان، وتدمير المساجد في قازان، واعتقال الأئمة في تتارستان، بل وقتل بعضهم، واعتقال حملة الإسلام...، هذا كله يثبت أن روسيا هي عدو لنا كأمريكا سواء بسواء، وأنه لا يُرجى من ورائها أي خير، "وتطبيل وتهليل" النظام المصري لهذه الزيارة ليدل بوضوح على عدم اكتراثه بقضايا الأمة وأمور الإسلام والمسلمين، وأنه لا يهمه إلا تثبيت أركانه وتلميع صورته المسخ القبيحة أمام الناس.

إن روسيا وأمريكا وبريطانيا وغيرها من دول الكفر لا يهمها في قليل ولا كثير دماء أهل الكنانة، بل يهمها مصالحها، ومصالحها فقط، وهذه الدول لا ترقب فينا إلا ولا ذمة، نراها تتاجر بدماء إخواننا في سوريا صباح مساء. وهي جميعها لا تحمل لنا إلا السم الزعاف، أما الترياق والبلسم الشافي فهو في أن نتوجه جميعا بقلوبنا وكل جوارحنا نحو تحكيم شرع الله في نظام الخلافة الذي أوجبه الله رب العالمين، فهي وحدها من ستقطع دابر أمريكا ودول الكفر جميعا ليس من مصر فحسب بل من باقي بلاد المسلمين.

﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص:5]

شريف زايد

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

للمزيد من التفاصيل