التاريخ الهجري     29 من ذي الحجة 1430                                                                        رقم الإصدار: 7/30 
 
  التاريخ الميلادي     2009/12/16م
 
التغيير الوزاري
 
      اعتاد النظام في الأردن على كثرة تغيير الحكومات، فما أن تتشكل حكومة حتى يبدأ التحضير وراء الكواليس للحكومة القادمة. وكل حكومة جديدة ما أن تبدأ عملها حتى تبدأ تغرق في الفساد شيئا فشيئا، حتى تنغمر فيه كليا، لأنه لا يسعها إلا أن تغرق فيه، فالنظام الذي توجد فيه الحكومات في الأردن هو نظام فاسد في طبيعته، لأنه بني على أساس غير أساس الإسلام، ولأنه ارتبط بدولة استعمارية هي بريطانيا. وبعد مدة تذهب تلك الحكومة محملة بأوزار النظام وتأتي حكومة جديدة ترفع شعارات براقة كالشعارات التي جاءت بها حكومة سمير الرفاعي الجديدة، فقد جاء بيان الحكومة مليئا بالشعارات والمزايدات على الحكومة التي سبقتها.
 
      فمما قاله رئيس الوزراء الجديد سمير الرفاعي في رده على كتاب التكليف الذي وجهه إليه الملك عبد الله الثاني:".... إن القرارات الملحة لا يجوز أن تراعي إلا وجه الله ومصلحة الوطن ومستقبل أبنائه......".
 
      إننا نُذَكِّرُ رئيس الوزراء أن مراعاة وجه الله يجب أن تكون في كل القرارات، صغيرها وكبيرها، الملح منها وغير الملح، السابق منها واللاحق.
 
      إن مراعاة وجه الله ليست بارتباط الأردن بدولة استعمارية هي بريطانيا، وليست بالتمسك باتفاقية وادي عربة التي لا تخدم إلا كيان يهود المغتصب لفلسطين، وليست بإرسال الجنود الأردنيين جنودا مرتزقة تحت راية الأمم المتحدة يقاتلون في سبيل الشيطان.
 
      إن مراعاة وجه الله لا يمكن أن تتحقق والنظام في الأردن يقصي الإسلام عن الحكم ويسوس الناس بتشريعات من عقول البشر، الثابت قطعا عجزهم ونقصهم وقصورهم.
 
      إن مراعاة وجه الله لا تكون بما أمرك به رأس النظام بتكريس الديمقراطية ثقافة وسلوكا، تلك الديمقراطية التي هي نقيض الإسلام، والتي هي أس البلاء في الأرض، والتي جعلها أوباما وساركوزي وغيرهم من زعماء الغرب رسالتهم التي يبشرون بها، ويسوقون الشعوب لاعتناقها، فهي وجهة نظرهم في الحياة، وأداتهم في الاستعمار. تلك الديمقراطية التي هي من النظام الرأسمالي الذي لم يجن العالم منه سوى الشقاء والدمار، سوى المصائب والدماء.....{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (طه: 124).
      ونُذَكِّرُ رئيس الوزراء أيضا بأن مصلحة البلاد والعباد ومستقبلهم لن يكون إلا بالإسلام وحده نظام حياة، في الحكم والسياسة والاجتماع والاقتصاد و....وكل نظم الحياة.... {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (المائدة:50).