قال الدكتور ماهر الجعبري، عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، أن الحزب يبارك الثورات العربية وشبابه يشاركون فيها كجزء من الأمة الإسلامية، التي يعمل الحزب معها ومن خلالها من أجل تطبيق الإسلام في دولة الخلافة الثانية، معتبرا أن الثورة إحدى ثمار الكفاح السياسي الذي خاضه الحزب ضد الأنظمة طيلة العقود الماضية، وعمل فيه على ضرب العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
جاء ذلك ضمن لقاء له مع إذاعة دريم، أشار فيه إلى أن هنالك إحساسا عاما يتبلور لدى قادة دولة الاحتلال حول خطر الوضع المتمخّض عن هذه الثورات، بعد سقوط أنظمة دول الطوق، التي اعتبرها الجعبري "حرس حدود" للاحتلال، وأكد أنّ سقوط نظام بشار الأسد هو في مصلحة الأمة، رافضا دعوى دولة "الممانعة" ورعاية فصائل المقاومة.
وانتقد الدكتور الجعبري التغطية الإعلامية للثورات من قبل الفضائيات العربية التي اعتبر أنها ذات أجندة تخدم الحكام وتعمل على حرف الثورات عن مسارها، وأكّد أن قوى الغرب لم تستسلم بعد أمام تلك الثورات، بل تعمل على توجيهها بما يخدم مصالحها، معتبرا أنّ الواقع أفضى إلى حالة من صراع الإرادات بين الأمة الإسلامية وبين الغرب الاستعماري، وأكّد أنّ الأمة يجب أن توجه رسالة واضحة للغرب: "أرفعوا أيديكم عن أمتنا وعن مصالحنا وعن قضايانا".
وبيّن أن مفاهيم الدولة المدنية الديمقراطية هي ذات مرجعية علمانية في الثقافة الأوروبية، وأنها تتناقض مع مفهوم الخلافة الراسخ في وعي المسلمين، وبيّن أن الغرب يتخوف من مشروع الخلافة فيما يفتح قنوات الحوار مع من يرفع شعار الإسلام ويحمل معه مشروعا ديمقراطيا لدولة مدنية.
وأوضح موقف الحزب من الانتخابات التي تجري بعد إسقاط الأنظمة، حيث فرّق بين الانتخابات التي تجري تحت الاحتلال أو من أجل تشريع الدساتير الوضعية، وبين تلك التي تجري من أجل إفراز ممثلين لرأي الناس مما يتوجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية، على اعتبار أنها "وكالة في الرأي".
وبين أنّ حزب التحرير يتحرك بين كافة فئات الأمة ويجري اتصالات سياسية في سياق التناصح مع التيارات والشخصيات الفاعلة، ولكنه لا يدخل في ائتلافات أو تحالفات سياسية تتطلب في العادة التنازل عن قناعات وثوابت من أجل الالتقاء مع الآخرين، فيما أكد على أنّ طريقة الحزب سياسية تستند لأسلوب الكفاح السياسي، وتتضمن دعوة قوى الجيش لحسم التغيير مع إرادة الأمة، مما اعتبره من عمل جهاز طلب النصرة في كيان الحزب.
وختم الجعبري لقاءه بالقول أنّ الخلافة هي وعد رباني وفرض شرعي، معتبرا أنّ إنكار مشروعية تطبيق الإسلام يناقض قطعيات الدين، وأن الدافع للعمل للخلافة هو الحكم الشرعي، وهو ليس لمجرد وجود بشائر في الأحاديث النبوية.
للاستماع
4-12-2011