تعليق صحفي
كذب دجالي الممانعة لا يمحوه الليل ولا النهار
في خطوات أتت في يوم واحد، حرص كل من زعيم حزب إيران حسن نصر الله في خطاب له، ورئيس إيران روحاني في اتصال مع قائد حركة حماس إسماعيل هنية، والجنرال الذي نال رتبته بدماء المسلمين قاسم سليماني والذي هاتف قادة عسكريين في حماس والجهاد، حرصوا جميعا على إبداء التعاطف والدعم لأهل فلسطين ضد قرار ترامب، ودعما لحركات المقاومة في فلسطين.
وذلك استمرارا لمسلسل الدجل والكذب الذي يتدثر بالمقاومة، فقائد حزب إيران الذي يرسل مقاتليه ليقفوا إلى جانب روسيا وتحت غطاء أمريكي فيقتل أهل الشام، ورئيس إيران لا ينفك عن طلب رضى أمريكا من قبل ومن بعد الاتفاق النووي، والجنرال الذي يقتل أهل العراق وسوريا بغطاء جوي أمريكي وروسي، ويترأس ما سمي فيلق القدس، قد عميت عن عينيه القدس وهو يبحث عنها في جرود عرسال أو ضواحي حلب أو في الفلوجة التي دمرت بحجة القضاء على تنظيم الدولة.
إن إيران وأذنابها ما هم إلا خدم لأمريكا، يظهرون الدعم لبعض حركات هنا أو هناك للتغطية على جهودهم الكبيرة في خدمة الاستعمار والمصالح الأمريكية، بينما جيوشهم ومقاتلوهم يتفرجون على جيش الاحتلال وجرائمه بحق أهل فلسطين والشام ولا يحركون ساكنا.
ولذلك، فليحذر أهل فلسطين من ذلك التعاطف الكاذب، والذي إن أمدهم بقليل من المال أو السلاح، إلا أن هدفه استمرار ربط تلك الحركات بخطط أمريكا، بل والأخطر من ذلك في هذا التوقيت، تحميل أهل فلسطين العزل وفصائلها عبء مسؤولية قضية فلسطين، بينما هم يتفرجون ويحاولون تبييض صفحتهم السوداء بدعم قضية فلسطين، وهم من خاذليها، لا يختلفون في ذلك عن جعجعة أردوغان، ولا عن دور السعودية أو مصر في خيانة القدس وفلسطين، وإلا فماذا يعني كلام رئيس حزب إيران عن ضرورة إشعال انتفاضة ثالثة، مثله مثل رئيس السلطة عباس الذي يريد المقاومة الشعبية السلمية، وفي نفس الوقت لا يدعو حسن نصر الله الجيوش أو حتى مقاتليه لنصرة القدس؟!.
وماذا يعني كلام قائد فيلق القدس عن دعم حركات المقاومة، بينما مقاتلوه يقمعون الثورات ويحققون خطط أمريكا في اليمن والشام ولبنان بدعوى المقاومة والممانعة.
وإلا فمن يملك الجيوش والمقاتلين والحرس الثوري وفيلق القدس ويهدد دوما بمحو كيان يهود بصواريخه التي مداها يصل إليه، ماذا ينتظر سوى الخزي والانكشاف، فالقدس كاشفة لكل الوجوه، أم أنها فعلا مخصصة لحرب المسلمين في العراق والشام واليمن فقط؟!.
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ(